إيزفيستيا: قمة من دون اختراق ولكن مفيدة
تحت هذا العنوان كتب المحلل السياسي ألكسندر دومرين مقالا في صحيفة إيزفيستيا عن النتائج التي تمخضت عنها قمة اسطنبول بشأن تسوية الأزمة السورية.
جاء في المقال: اقترح الرئيس التركي أردوغان عقد قمة لتسوية الأزمة السورية تشارك فيها تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا في الصيف ودعمتها روسيا.
يشير الكاتب إلى أن القمة عقدت في مدينة اسطنبول التركية، وكان حاضرا فيها، حيث دعته قناة TRT World التركية لتغطية وقائعها بصورة مباشرة. لذلك فإن ما نشرته دويتشه فيله ويورونيوز وفرنسا 24 يختلف عن الواقع.
يمكن اعتبار اجتماع الأطراف الأربعة يوم السبت النتيجة الرئيسية لهذا اليوم. روسيا وتركيا وإيران غير المرئية من جانب وفرنسا وألمانيا من الجانب الآخر يتحدثون بانسجام. لقد جلست الأطراف على الرغم من وجهات نظرها المتعارضة بشأن المسائل الرئيسية، إلى طاولة الحوار- يشبه إلى حد ما “منتدى أستانا” و”مجموعة مصغرة”. مثل هذا الاجتماع كان من الصعب تصوره قبل بضعة أشهر.
لقد كان الوضع في الاستوديو متوترا ويمكن تصور الجهود التي بذلها زعماء الدول الأربع روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا خلال الساعات الثلاث التي استغرقها اجتماعهم، في محاولة منهم تجاوز التناقضات الحتمية في موقفهم من تسوية الأزمة السورية.
ومع كل هذا توصل المجتمعون إلى صيغة موحدة للبيان الختامي المشترك الصادر عن هذه القمة- سوريا دولة ذات سيادة، ومن حقها الحفاظ على وحدة أراضيها. هذا ما أعلنه الرئيس بوتين في المؤتمر الصحافي، في حين التزم الآخرون الصمت، وخاصة أردوغان وماكرون بشأن سيادة سوريا، متذكرين بأن قواتهما العسكرية موجودة على الأرض السورية من دون دعوة دمشق.
التفاؤل يلهم الجميع بضرورة محاربة الإرهاب، ومع ذلك فإن الأطراف المشاركة فهمت هذه الحقيقة البسيطة بصورة مختلفة. فإذا كان الرئيس الفرنسي قد كرر كلمات الرئيس بوتين بشأن بداية العملية العسكرية الروسية في سوريا بأنها ضرورية لحماية مواطنيه على الحدود البعيدة، فأردوغان من جديد أدرج التشكيلات الكردية في قائمة المنظمات الإرهابية، التي تحاربها قواته العسكرية في سوريا.
عموما خلقت هذه القمة أرضية لتفاؤل حذر، وقد يكون هذا الحد الأقصى المتوقع منها. لقد حصل أردوغان على بعض الوقت الإضافي لتحديد من الموجود في إدلب. وروسيا لا تزال تقنع دمشق بالتأني وعدم استخدام القوة. والأوروبيون أكدوا من جديد رفضهم لاستخدام السلاح الكيميائي.
الأمر الوحيد المحدد الذي تم الاتفاق بشأنه، هو تشكيل لجنة دستورية خلال شهرين. ومع ذلك باعتقاد الكاتب هذا لن يحصل لأن عدد أعضاء اللجنة الدستورية يجب أن يكون 150 شخصا-50 خبير يمثلون الحكومة السورية، ومثلهم يمثلون المعارضة الداخلية “المعتدلة” و50 يمثلون المعارضة الخارجية. هذه الهيكلية صعبة حتى من وجهة نظر تشكيلها، ناهيك عن مدى فعاليتها لصياغة دستور جديد للبلاد.
يشير الكاتب، لقد ظهرت خلال ست ساعات من النقاش، اتهامات من خصومي بأن روسيا وإيران تحتلان سوريا، ما اضطرني للرد بقسوة على هذه الاتهامات مؤكدا ليس روسيا، بل أوروبا دعمت “الربيع العربي” و”تغيير الأنظمة” في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وأن أوروبا بنفسها وبالدرجة الأولى فرنسا تتحمل مسؤولية الأحداث الدموية في ليبيا.
ولكن في النهاية اتفقنا جميعا على أنه على الرغم من عدم حصول “اختراق” في هذه القمة، إلا أنها تبعث على التفاؤل، وأريدها أن تكون بداية لمناقشات بناءة.
سيريان تلغراف