فزغلياد: هل ستتمكن الولايات المتحدة من إيقاف إعادة إعمار سورية
تحت العنوان أعلاه، كتب أليكسي نيتشاييف وأندريه ريزتشيكوف، في “فزغلياد”، حول معاقبة واشنطن الشركات التي ستساهم في إعادة إعمار سوريا.
وجاء في المقال: هددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على الشركات الروسية والإيرانية لمشاركتها في إعادة إعمار البنية التحتية والاقتصادية السورية. وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية، فإن واشنطن ستحاول تأخير “تخصيص” الأموال لإعادة إعمار سوريا في مناطق انتشار القوات الروسية والقوات الموالية لإيران.
فيما يخص المنحى الإيراني، لا شيء غير متوقع، فالأمريكيون يحاولون منذ فترة طويلة إخراج إيران من سوريا وسحقها بالعقوبات. لكن استهداف الروس والوقوف ضد إعادة إعمار سوريا، أمر محط تساؤل.
بالطبع، يجب عدم نسيان أن فرض العقوبات على موسكو تحوّل منذ فترة طويلة إلى لعبة مفضلة لدى واشنطن. وبناءً على ذلك، من المنطقي تماماً افتراض أن إعادة إعمار سوريا ومشاركة الشركات الروسية فيها، مجرد ذريعة ملائمة لاعتماد الحزمة التالية من التدابير المناهضة لروسيا. ومع ذلك، في هذه الحالة، السبب قد لا يقتصر على روسيا، إنما له امتداد في الأزمة السورية نفسها.
وفي الصدد، قال رئيس مركز الاتصالات الاستراتيجية، دميتري أبزالوف لـ”فزغلياد”: ” تحاول الولايات المتحدة منع روسيا من إعادة إعمار سوريا، لأن عودة الحياة الطبيعية إلى المدن السورية تعني أن موسكو قد حققت أهدافها. فبعد سوريا، تأتي ليبيا والعراق وأفريقيا الوسطى وعدد من البلدان الأخرى”.
وكما لاحظ الباحث في الشؤون الأمريكية، فيكتور أوليفيتش، فإن مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية تفهم أن هدفها المتمثل في تغيير نظام بشار الأسد قد أُحبط. وقال: ” لم يعد ممكنا تحقيق هدف التصدي الفعال لروسيا وإيران. لذلك، تحتاج واشنطن الآن إلى القيام بكل شيء لرفع سعر النصر لسوريا وروسيا وإيران”.
فيما يرى المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الخارجية، أندريه كورتونوف، أن مثل هذه التهديدات تهدف إلى وقف تشكيل تحالف ما لإعادة إعمار سوريا، والذي بدأت روسيا وأوروبا في التحدث بشأنه الآن. وقال: “موقف الولايات المتحدة، يهدف الآن إلى القضاء على إمكانية التوصل إلى حل وسط بشأن سوريا والحفاظ على موقف غربي موحد في أشد صيغه صلابة”.
سيريان تلغراف