اكسبيرت أون لاين: بماذا وعلى من سترد موسكو بشأن مأساة “إيل-20”
تحت هذا العنوان كتب غيورغ ميرزيان مقالا في مجلة إكسبيرت عن كيف وبماذا سترد روسيا بشأن مأساة الطائرة “إيل-20” وعلى من سيقع هذا الرد.
جاء في المقال: كما هو معلوم وقعت ليلة 17\18 سبتمبر الجاري مأساة قبالة السواحل السورية عندما كانت وسائل الدفاع الجوي السورية ترد على هجوم الطائرات الإسرائيلية، أصاب أحد الصواريخ طائرة الاستطلاع الروسية “إيل-20” وقتل 15 عسكريا روسيا كانوا على متنها.
لقد بدأ الخبراء في تحليل عميق ومفصل لهذه الحادثة. ولكن يمكن اليوم تحديد بعض الروايات الأساسية للحادثة.
أولا- إن ما حصل هو عمل استفزازي مقصود من جانب الطائرات الإسرائيلية التي احتمت بالطائرة الروسية من الصواريخ السورية. من هذا نستنتج أن إسرائيل أرسلت إلى موسكو إشارة عن موقفها من توريد الأسلحة إلى سوريا.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس بوتين قبل بداية العمليات العسكرية الروسية في سوريا اقترح على الدول ذات العلاقة بالنزاع السوري وضع قواعد محددة تمنع حصول حوادث بينها وبين القوات الروسية. وكانت إسرائيل إحدى الدول التي وافقت على مقترح الرئيس بوتين، بشرط ألا تعرقل إسرائيل عملية مكافحة الإرهابيين في سوريا مقابل ضمان روسيا عدم تزويد سوريا والتشكيلات الإيرانية أسلحة فائقة الدقة.
وعلى الرغم من انتقادات الحلفاء نفذت روسيا هذا الشرط فعلا. ولكن إسرائيل لم تنفذ الشروط واستغلت الاتفاق وزادت من هجماتها الجوية، حتى أنها قصفت مواقع لم تكن ضمن قائمة المواقع المتفق عليها. ومع ذلك لم تنتهك روسيا الاتفاق سوى أنها عززت بعض الشيء المضادات الجوية السورية، ما أدى إلى سقوط عدد أكبر من الطائرات الإسرائيلية في السنة الجارية. وعلى خلفية تعقد المفاوضات الروسية – الإيرانية بشأن التواجد الإيراني في سوريا، قررت إسرائيل إعطاء درس لروسيا لكي تدرك أن المضادات الجوية السورية الجديدة ستؤدي إلى سقوط الطائرات الروسية.
يضيف الكاتب، وثانيا- من جانب آخر قد يكون إسقاط طائرة “إيل-20” بطلب من طرف ثالث كما حصل مع قاذفة “سوخوي-24” التي أسقطتها مقاتلة تركية عام 2015. ولكن الاتصالات الروسية-الإسرائيلية بشأن سوريا كانت مثالية مقارنة بالعلاقات مع تركيا آنذاك. كما من الصعوبة الاعتقاد أن إسرائيل قررت انتهاك الوضع القائم طوعا، خاصة وأن روسيا منعت التشكيلات الإيرانية من المرابطة في مرتفعات الجولان، وأن روسيا أخذت بالاعتبار مصالح إسرائيل في سوريا بعد الحرب. لذلك لا يستبعد أن يكون ما حدث بطلب من الولايات المتحدة، التي تسعى إلى تصعيد التوتر في العلاقات الروسية-الإسرائيلية، وعرقلة مساعي روسيا في إحلال السلام في سوريا.
ولكن من جانب آخر صحيح أن إسرائيل تحترم الولايات المتحدة، ولكنها تحترم أمنها أكثر. كما أن إسرائيل رفضت فرض عقوبات على روسيا رغم ضغوط واشنطن. ولكن هل تكون للحادثة علاقة بقرار ترامب وقف عمل ونشاط الممثلية الفلسطينية في واشنطن؟
ثالثا- لدى إسرائيل رواية مختلفة، فهم لم يفعلوا شيئا ليعتذروا، بل عبروا عن تعازيهم فقط. لأنهم يؤكدون أن المذنب في إسقاط الطائرة ومقتل ركابها هم إيران وسوريا وحزب الله اللبناني، لأن الصاروخ أطلقته وسائل الدفاع الجوي السورية.
بحسب الموقف الرسمي الإسرائيلي، كانت الطائرات الإسرائيلية تقوم بمهمتها وفق الاتفاق الروسي–الإسرائيلي، وكانت تهاجم مواقع تابعة للجيش السوري تنتج أسلحة ترسل إلى حزب الله بطلب من إيران. بحسب بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية.
أي أن الحادثة من تنظيم حلفاء روسيا (سوريا وإيران) لأنهما غير مرتاحين من مستوى علاقاتها مع إسرائيل.
الرواية الإسرائيلية ركيكة جدا، لذلك تبقى رواية تعمد الطائرات الإسرائيلية الاحتماء بالطائرة الروسية أكثر احتمالا. ولكن يبقى السؤال الوحيد – من المذنب بالضبط: القيادة الإسرائيلية التي أرادت أن تعلم روسيا درسا، أم طيار إسرائيلي أراد البقاء على قيد الحياة؟
سيريان تلغراف