حذر الرئيس التونسي منصف المرزوقي من مغبة أي تدخل عسكري في سورية. وفي حديث لصحيفة “الخبر” الجزائرية نشر يوم 15 يناير/كانون الثاني قال: “نحن التونسيين ضد أي تدخل أجنبي مهما كانت صفته، بسبب أن الوضع في هذا البلد (سورية) هو أعقد بكثير منه في ليبيا، وإذا تدخلت أي قوة فهذا يعني اندلاع الحرب في كل المنطقة، ما سيفتح المجال لتدخل الجميع، تركيا وإسرائيل وإيران وحزب الله، ما يعني انفجار سورية ومعها كل المنطقة، وعليه يصبح الأمر عملية انتحارية. وأعتقد أن الأطراف الخارجية تفهم هذا الأمر، ولهذا فإنني أتصور أن شبح التدخل الأجنبي في سورية نظري”.
وأعرب المرزوقي عن قلقه من تطيف وتسلح وتشرذم الثورة السورية وقال: “أنا قلق جدا على الثورة السورية، لأنها تطيّفت وتسلحت وتشرذمت، وهنا يكمن الخطر الأكبر، وهذا ما قلته لأصدقائي السوريين، فبرهان غليون، رئيس المجلس الوطني، صديقي منذ عشرين سنة، وهيثم مناع، الذي يرأس التنسيقية، صديق شخصي أيضا، التقيت الاثنين هنا في تونس وطلبت منهما الاجتماع في محاولة للوصول إلى جبهة وطنية تعيد الثورة السورية إلى مسارها الطبيعي، وهو ألا تكون طائفية، وأن تكون سلمية وبعيدة عن أي تدخل خارجي، تنسقها قيادة موحدة تعطي أفقا للشعب السوري، أما إذا استمر التشرذم والتطيّف والتسلح، فإن الثورة السورية ستفشل، وهذه مأساة”.
وأشار المرزوقي إلى أنه كان ضد التدخل العسكري في ليبيا، وقبله فقط بعد تدهور الأوضاع فيها بشكل خطير وقال: “لم نقبل التدخل إلا بعد أن صارت الأمور لا تطاق، وكان ذلك دون أدنى قناعة، عملا بالمثل التونسي الذي يقول: “لا يدفعك للمر إلا الأمر منه”.
صحفي: العرب يتخوفون من تحول الأزمة السورية إلى حرب أهلية
وقال الصحفي أيمن سمير من القاهرة إن مخاوف الرئيس التونسي هي مخاوف كل الدول العربية من أن تتحول الأزمة السورية إلى حرب أهلية. وأضاف أن كل المبادرات الخاصة بإرسال قوات عربية إلى سورية أو إنشاء مناطق عازلة هناك خطوات تمهد لخلق كيان عسكري موازي للجيش السوري وبالتالي هي خطوات تدفع سورية إلى حرب أهلية وصراع دموي طويل.