حذرت موسكو الولايات المتحدة وحلفاءها، اليوم الثلاثاء، من “الخطوات الخطيرة الجديدة” في سوريا، على خلفية تهديدات غربية بالرد على استخدام دمشق للأسلحة الكيميائية في سوريا.
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في بيان، إلى أن الحكومة السورية تواجه في الأزمنة الأخيرة وابلا من التهديدات بزعم خطط دمشق لاستخدام السلاح الكيميائي في محافظة إدلب، وذلك رغم تأكيد الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، على إتلاف الترسانة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي..
وذكرت المتحدثة بأن المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، توجه بطلبين إلى الولايات المتحدة بهذا الصدد: أولهما تقديم قائمة من المواقع التي اتخذها البنتاغون أهدافا لضرباته الصاروخية المحتملة بسبب علاقتها المزعومة بتخزين المواد السامة أو تصنيعها، وثانيهما تقديم هذه المعطيات، في حال توفرها، إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كي يقوم خبراؤها بتفقد المواقع “المشبوهة” في رأي واشنطن.
وذكرت زاخاروفا أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم تتلق حتى الآن أي طلبات أو معلومات بهذا الخصوص، “الأمر الذي يدل مرة أخرى على حقيقة نوايا الترويكا الغربية (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا) والتي يبدو أنها تستند في هذه الحالة على اعتبارات ذات طابع مخالف للقانون”.
وفي 14 أبريل الماضي، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ضربات صاروخية مشتركة على أهداف تابعة للحكومة السورية، بزعم أنها تستخدم لإنتاج الأسلحة الكيميائية، وأطلقت القوات الغربية المتحالفة 103 صواريخ، وزعمت أنها أصابت أهدافها جميعا، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إن الدفاعات الجوية السورية أسقطت 71 صاروخا.
وجاءت هذه الضربات بذريعة استخدام القوات السورية أسلحة كيميائية في مدينة الغوطة الشرقية قرب دمشق، يوم 7 أبريل، وهو الحادث الذي تم الإعلان عنه من قبل “الجمعية الطبية السورية الأمريكية” و”الدفاع المدني السوري”، المعروف بـ”الخوذ البيضاء”، اللذين ادعيا مقتل 49 شخصا جراء الهجوم الكيميائي المزعوم، فيما لم تقدم الدول الغربية الـ3 أو أي أطراف دولية معنية أي أدلة لوقوع الحادث حقا.
أما الضربة الأولى التي نفذتها الولايات المتحدة على سوريا منذ تولي ترامب رئاسة البلاد، فوقعت يوم 7 أبريل 2017، حينما أطلق الجيش الأمريكي 59 صاروخا من طراز “توماهوك”، من على متن مدمرتين للبحرية الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط، على مطار الشعيرات العسكري جنوب شرق مدينة حمص وسط سوريا، بأمر من ترامب الذي قال إن هذه القاعدة الجوية هي التي انطلق منها الهجوم الكيميائي المزعوم على بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب السورية يوم 4 أبريل من العام ذاته والذي أسفر، حسب ادعاءات المعارضة السورية والمسؤولين الغربيين، عن مقتل حوالي 90 شخصا.
وتأتي التهديدات الأمريكية الحالية في الوقت الذي حذرت فيه وزارة الدفاع الروسية، أواخر أغسطس الماضي من أن المسلحين في محافظة إدلب يعملون على إعداد استفزاز كيميائي بغرض اتهام السلطات في دمشق بشن هجوم بمواد سامة، مشيرة إلى أن هذا الحادث ستتخذه “الترويكا” الغربية ذريعة لتوجيه ضربة جديدة إلى سوريا.
سيريان تلغراف