هجمات 11 سبتمبر ومفاتيح جهنم!
في مثل هذا اليوم من عام 2001 وقعت هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة التي شارك في تنفيذها 19 شخصا قاموا بخطف 4 طائرات مدنية بركابها وضربوا بها 3 مواقع، وأزهقوا آلاف الأرواح.
جعل الخاطفون الأعضاء في تنظيم “القاعدة” من الطائرات المدنية الأمريكية التي اختطفوها قنابل طائرة، بعد أن تخلصوا من طواقمها وقام أفراد منهم بقيادتها بعد أن تدربوا على ذلك، وتوجهوا بها نحو الموت، مفتتحين بذلك حقبة مظلمة ومدمرة جلبت مآسي وحروبا لا تزال تجري في بعض دول المنطقة.
في مثل هذا اليوم قبل 17 عاما، حدثت الكارثة التي فتحت في إثرها أبواب الجحيم في أفغانستان وفي العراق، وتسببت في تصدع أركان الشرق الأوسط العربي برمته، ومهدت للموجة الثانية من توابع “الهزات الأرضية” فيما سمي بـ”الربيع العربي” في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن.
اندفعت الطائرة المدنية المختطفة الأولى واصطدمت بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي في نيويورك، تبعتها أخرى انغرست في البرج التوأم الجنوبي، وضربت طائرة ثالثة مبنى ألبنتاغون في مدينة أرلينغتون بولاية فيرجينيا، في حين تحطمت الطائرة المدنية الرابعة قبل أن تصل إلى هدفها المتمثل في البيت الأبيض.
في هذه الهجمات الإرهابية التي جعل منفذوها من طائرات مدنية وركابها المسالمين قنابل طائرة، ومضوا لمزيد من القتل والتدمير، سقط قرابة 3000 ضحية، إضافة لآلاف آخرين من الجرحى والمصابين والمفقودين، فماذا بعد؟.
جن جنون الجالسين في البيت الأبيض حينها، وأعلنوا حربا على “الإرهاب” بدأت على الفور بغزو أفغانستان واحتلاله، واشتد أوارها بغزو العراق عام 2003، واستمرت بعد ذلك حرب واشنطن ضد الإرهاب بصور وأشكال مختلفة، وهي لا تزال متواصلة ومتجددة وذات أوجه أقل ما يمكن وصفها بأنها غريبة.
في تلك الحروب والغزوات مات مئات الآلاف من المدنيين العزل، ولا يزال آخرون يموتون في الدول التي داستها أقدام الجنود الأمريكيين وحلفائهم، والخراب يتسع، فيما الفوضى تضرب أركانها وتستقر.
دمرت خلال المراحل المتوالية من “الحرب الأمريكية على الإرهاب” دول وأسقطت أنظمة، ليترعرع الإرهاب بين جنباتها ويشتد عوده، فتعلو عقيرة الولايات المتحدة والغرب صائحة نائحة فقط حين يصيبها من هذا “الإرهاب” الجديد سوء، وتجد في ذلك ذريعة فترسل صواريخها وأساطيلها وتحشد الحلفاء في معركة تلو أخرى، في حرب لا أفق لنهايتها، في أكثر من بلد بالشرق الأوسط تعيس الحظ.
تلك هي في المختصر مأساة 11 سبتمبر، وما جلبته للشرق الأوسط، حرب الولايات المتحدة على الإرهاب وسياساتها من موت وخراب وعنف، حرم عددا من شعوب المنطقة من حاضرها ومستقبلها، بل ودمر حتى صروح ماضيها.
وفي كل مرة عقب كل حرب وغزو واشتباك في هذه الحرب الأبدية على “الإرهاب”، ينفض أسياد البيت الأبيض أيديهم ويجلسون يراقبون تأثير النار والدم في تلك الدول البعيدة.
سيريان تلغراف