كوريير: لاجئون إلى الأبد
تحت العنوان أعلاه، كتب يفغيني ساتانوفسكي، في “كوريير” للصناعات العسكرية، حول محاصرة الاتحاد الأوروبي للمبادرات الروسية حول سوريا، وتعطيل عودة اللاجئين.
وجاء في المقال، تحت العنوان الفرعي “إدلب، ساحة مساومة”:
حاليا، إدلب هي المنطقة الأكثر معارضة للرئيس الأسد، وهي تعمل بحرّية، بإذن من موسكو ودمشق وطهران وأنقرة. وجود هذا المعقل لـ”جبهة النصرة” يتناقض مع خطط موسكو ودمشق لترتيبات ما بعد الحرب في سوريا. والسؤال الآن، ليس كم ستبقى هذه المنطقة قائمة، إنما كيف سيتم القضاء على المكون الموالي للسعودية فيها. حل مشكلة إدلب، في انسحاب السعودية بوصفها الراعي الأول للمقاومة من الحلبة.
لفهم الوضع حول إدلب، من المفيد التذكير بمواقف الأطراف (روسيا وإيران وتركيا). هناك إجماع على أن تضمن أنقرة السلام في إدلب. لكن الأتراك لا يتفقون مع موقف موسكو ودمشق بشأن القضاء على “جبهة النصرة”. تقف أنقرة مع دمجهم “السلمي” على غرار المنطقة الجنوبية. فيما روسيا، مع استخدام الجزرة والعصا، فما لم لا يروا موتهم، لن يقبلوا بحل وسط. الأتراك يريدون أن تبقى هذه المنطقة تحت سيطرتهم كورقة في حوارهم مع دمشق، وخلق قوة سنية معارضة لدمشق هناك، تطمح إلى لعب دور قيادي في السلطة التنفيذية. في الوقت نفسه، فإن ضغطهم على الأكراد في شمال سوريا، وأمل تركيا بتحقيق اتفاقات بشأن القضية الكردية مع الولايات المتحدة، على ما يبدو، لم يثمر.
في أستانا، في يوليو، مُنحت تركيا الوقت حتى الاجتماع التالي في الخريف لإثبات أن مقترحاتها، من أجل الاستيعاب السلمي للجزء المقاوم المؤيد للسعودية، يجري تنفيذها بنجاح. إلا أن ذلك بلا نتيجة حتى الآن. فقد قام إرهابيو جبهة النصرة باعتقال قادة ميدانيين من المجموعات المستعدة للتصالح مع الجيش السوري في محافظة إدلب.
تحتفظ دمشق بالحق في التدخل في الموقف. يستعد الجيش السوري لعملية تحرير مدينة جسر الشغور، التي استولى عليها الإرهابيون في أبريل 2015. وهي تقع على ممر جبلي يمر عبره طريق اللاذقية-حلب الاستراتيجي. إذا نجحت العملية، سيتمكن الجيش من عزل المناطق الجنوبية من إدلب ومحاصرة المواقع الأمامية الكبيرة للعصابات في خان شيخون ومعرة النعمان وكفر زيتا…وبصرف النظر عن تصرفات أنقرة، يخطط الجيش لإكمال شطر إدلب إلى جزأين، وهو ما حاولت القوات الحكومية القيام به عشية تفاقم الوضع في الجنوب في ربيع العام 2018. على ما يبدو، ستبدأ العملية في الخريف وستتزامن مع نشاط الجماعات المسلحة الموالية لتركيا في إدلب.
سيريان تلغراف