كوميرسانت: محاولة للتسوية وتجنّب معركة إدلب
“الانتقال من مجموعات صغيرة إلى قمة كبيرة”، عنوان مقال ماريانا بيلينكايا وكيريل كريفوشييف، في “كوميرسانت“، حول التحضير للقمة الرباعية في اسطنبول للتسوية السورية، وإدلب في الصميم.
وجاء في المقال: وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أنقرة حيث سيجري محادثات، اليوم، مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو. ومن أهم المواضيع، الوضع في سوريا، بما في ذلك الاستعدادات لاجتماع قادة روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا المقرر في 7 سبتمبر في إسطنبول.
فكرة القمة، طرحها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نهاية يوليو، ليجمع على طاولة واحدة دول “أستانا” (روسيا، تركيا، إيران) وألمانيا، التي تعاني من تدفق اللاجئين السوريين، وفرنسا كممثل “للمجموعة الصغيرة” في سوريا (تشمل بريطانيا والولايات المتحدة والأردن والمملكة العربية السعودية).
تأسست هذه المجموعة في أوائل العام 2018 بمبادرة من باريس للتقريب بين صيغ التسوية السورية، بما في ذلك جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة. في واقع الأمر، هذا التقريب لا يحدث أيضا من دون وسطاء. فعلى سبيل المثال، لم يغب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، جولة واحدة من محادثات أستانا.
من دون مشاركة “المجموعة الصغيرة”، يجري حل القضايا “على الأرض”. بل تتم مناقشتها في صيغ ثنائية وثلاثية أخرى، من دون فرنسا وبريطانيا. لكن ذلك يخص العمليات العسكرية، أما مشروع التسوية السياسية في سوريا فيتطلب موافقة جميع القوى الخارجية التي ترى نفسها وسيطا في النزاع، وبشكل أساسي الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي.
حتى الآن، هناك كثير من الخلافات حول مستقبل سوريا، وأحدها مصير اللاجئين السوريين. فالمنظمات الإنسانية تحذر من أن العملية العسكرية في إدلب يمكن أن تضيف 700 ألف لاجئ جديد. وهذا يعارض جهود موسكو وأنقرة بشأن عودة اللاجئين.
مهمة روسيا، تجنب معركة إدلب، والخلاص من “جبهة النصرة”، من دون إفساد العلاقات مع أنقرة أو الإساءة لدمشق. في الوقت الحالي، موضوع المفاوضات هو تحديد منطقة المراقبة وتنسيق العمليات ضد الإرهابيين. فكما قال في مقابلة مع وكالات الإنباء الروسية، في نهاية يوليو، المبعوث الرئاسي الخاص إلى سوريا الكسندر لافيرنتيف، محذرا من أن “الصبر الروسي يمكن أن ينفجر”: “سيكون من الجيد استخدام التجربة الإيجابية التي تراكمت في الغوطة الشرقية وحمص والمنطقة الجنوبية. فإذا أمكن تحقيق ذلك في إدلب مع إعادة توجيه المعارضة المعتدلة لمواصلة المعركة ضد الإرهابيين، فمن شأنه تعزيز الثقة بينها وبين الحكومة، وتهيئة الظروف للمصالحة”.
سيريان تلغراف