إزفستيا: تركيا تطالب بحكم إدلب مقابل نزع سلاح المقاتلين
“نظرة إلى الشمال”، عنوان مقال أندريه أونتيكوف، في “إزفستيا“، حول العقبات التي تعترض موسكو ودمشق لإعادة إدلب إلى السلطة السورية.
وجاء في المقال: مع اقتراب نهاية عمل قوات الحكومة السورية ضد الجماعات المسلحة ومسلحي داعش في جنوب غرب البلاد، يُطرح سؤال عن الوجهة التالية. والإجابة الواضحة في هذه الحالة هي إدلب. ومن ثم يمكن لدمشق وحلفائها أن يتوقعوا صعوبات كبيرة. وكذلك روسيا، التي سيكون عليها اختبار متانة علاقاتها مع تركيا.
أولاً، تركيا تحد محافظة إدلب من جهة الشمال الغربي، وفي الشمال تتاخم هذه المحافظة الأراضي السورية التي احتلتها القوات التركية خلال عملية “غصن الزيتون” التي بدأت في 20 يناير ضد الأكراد. في منطقة خفض التصعيد نفسها، يوجد عدد كبير من تشكيلات ما يسمى المعارضة المسلحة التي يسيطر عليها الأتراك. وهكذا، يمكن أن تؤدي الأعمال العدائية المحتملة على الأقل إلى اختلال التوازن في التعاون المستمر بين موسكو وأنقرة.
ومع ذلك، هناك دلائل على أنهم سيحاولون حل معضلة إدلب قدر الإمكان بطريقة سلمية. فقد أنجز تقدم هام في هذا الاتجاه عبر الاتفاق على إجلاء المدنيين من مدينتي الفوعة وكفريا الشيعيتين، والمحاصرتين منذ عدة سنوات. ويشير العديد من وسائل الإعلام العربية إلى أن مثل هذه الاتفاقات لم يكن ممكنا تحقيقها دون وساطة روسيا وتركيا.
في الوقت نفسه، ذكرت الصحافة أن أنقرة أرسلت ما يسمى الورقة البيضاء إلى موسكو، أوجزت فيها مقارباتها لتسوية الوضع في منطقة إدلب لخفض التصعيد. دعت تركيا الجماعات المسلحة، بما في ذلك الإرهابيين، للمشاركة في “مؤتمر عام”، ينبغي أن يعقد في غضون أسبوعين، لمناقشة تطور الوضع في تلك المنطقة من سوريا. سيطالب ممثلو تركيا هناك المقاتلين بوضع أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة تحت سيطرة أنقرة، وتشكيل جيش وطني من الجماعات المسلحة، وإشراف تركيا على ضمان حياة المناطق السكنية داخل منطقة خفض التصعيد هذه. وفي المقابل، يتعين على روسيا ضمان أن دمشق لن تبدأ عملية عسكرية هناك.
إذا أمكن إقناع المقاتلين بتسليم أسلحتهم المتوسطة والثقيلة، فإن ذلك سيكون في الواقع إنجازا كبيرا. من ناحية أخرى، لا يمكن إلا أن يسبب القلق أن تكون هذه الوثيقة نفسها محاولة لتأجيل عودة إدلب وأجزاء من المحافظات المجاورة إلى سيطرة دمشق الرسمية.
سيريان تلغراف