سفوبودنايا بريسا: روسيا وآفاق استخراج النفط السوري في مناطق الأكراد
كتب زاؤور كاراييف، في “سفوبودنايا بريسا“، حول آفاق عمل الشركات الروسية في استخراج النفط السوري في مناطق الأكراد بعد ابتعادهم عن واشنطن.
وجاء في المقال: يعتقد كثيرون أن الحرب الأهلية في سوريا أصبحت الآن مجرد جزء من المواجهة العالمية بين روسيا وأميركا. الأولى تقاتل من أجل توسيع نفوذها الجيوسياسي، والثانية للحفاظ على هيمنتها العالمية.
بدا كأن الكرملين تفوق على منافسه. لكن فجأة، خاب ظن كثيرين بقدرة روسيا على جني فوائد مالية من حملاتها الجالبة للنصر. إنما هذا لم يشكل ضغطا على الكرملين، فما زال الأخير يعتقد بفائدة الحملة السورية.
كما اتضح، لم يكن ذلك عبثا. فلم يستعجل الأمريكيون، المعروفون بعقلانيتهم، الانخراط في مشاريع طاقة في مناطق الأكراد. ثبت أن ذلك في مصلحة روسيا.
في حالة كردستان العراق، شاركت الشركات الروسية بالفعل في إزاحة المنافسين الأجانب. فبعد أن توقفت الحكومة المحلية عن التعاون مع شركائها الغربيين، قبلت أربيل جميع شروط “روس نفط”. وفي سوريا، سيناريو مماثل ممكن.
وفي الصدد، قال الخبير التركي في الاقتصاد الدولي، تانر بيكسوي:
هناك معلومات تفيد بأن ممثلي “روس نفط” بالفعل زاروا الحسكة ودير الزور عدة مرات. لا يمكن تفسير الغرض من هذه الزيارة إلا بالمصالح المالية للأطراف. الآن، تسيطر السلطات التي نصبت نفسها في شمال وشرق سوريا على المناطق النفطية الرئيسية. ولكن نتيجة للعمليات العسكرية، ليس هناك إمكانية لاستخراج النفط. قام تنظيم الدولة بتدمير البنية التحتية كلها قبل وقت قصير من فراره، بشكل مقصود، وكان هناك قسم مدمر من قبل. جعْلُ ذلك كله يعمل مرة أخرى أمر مستحيل، فلا بد من التأسيس من البداية. حاول حزب الاتحاد الديمقراطي إشراك الولايات المتحدة في ذلك، لكن بعد مفاوضات قصيرة، رفض ممثلو شركة ExxonMobil المشاركة. عادة ما يحدث ذلك إذا كانت ExxonMobil تعتبر المشروع غير مربح، وبالتالي فلا تدخل الشركات الأخرى بعدها في مفاوضات. لكن العديد من الشركات الصينية أو الروسية لا يتبع هذه القاعدة، لديهم مبادئهم الخاصة. لا شك في أن هذه المشاريع بين الأسد والتشكيلات الكردية تقع تحت سيطرة روسيا. إذا كان سيتم إحياء الإنتاج، فالتمويل من “روس نفط” أو الشركات الحكومية الروسية الأخرى. الكلفة كبيرة جدا، ولكن على المدى الطويل تجدر المشاركة في مثل هذه المشاريع.
سيريان تلغراف