مونديال روسيا.. الحلم الإنجليزي يصل إلى العقبة السويدية
بعد 52 عاما يجد الأسود الثلاثة أنفسهم أمام فرصة مثالية للمضي قدما نحو التتويج بمونديال روسيا، لكن يتوجب عليهم أولا تخطي عقبة سويد الصعبة في لقاء الدور ربع النهائي في سامارا.
وستحتاج إنجلترا إلى الكثير لتتمكن من تخطي السويد، المنتخب الذي وصل إلى هذه المرحلة بعدما أزال من طريقه أسماء من العيار الثقيل: هولندا في التصفيات الأوروبية، إيطاليا في الملحق، وبطريقة غير مباشرة، ألمانيا حاملة اللقب في المجموعة السادسة لمونديال 2018.
وسيحتاج الإنجليز أولا إلى نجاعة هجومية متمثلة بمواصلة القائد هاري كين شهيته التهديفية التي جعلته حتى الآن يتصدر ترتيب الهدافين بستة أهداف، كما سيحتاج أيضا لاختراق الصلابة الدفاعية وتجانس المنتخب الذي حرم ثلاثة منتخبات من أصل أربعة واجهته في مونديال روسيا، من التسجيل.
ذهنيا، سيحتاج اللاعبون الشبان في التشكيلة الإنجليزية إلى أن يكونوا أقوى من صدى التاريخ الذي سيتردد في أذهانهم: في ثماني مباريات رسمية، لم تفز إنجلترا على السويد سوى مرة واحدة، وذلك بنتيجة 3-2 في الدور الأول لكأس أوروبا 2012 (مقابل فوزين للسويد وخمسة تعادلات).
الأكيد أن المنتخب الإنجليزي يزداد ثقة مع مرور الوقت في روسيا، وراهن مدربه غاريث ساوثغيت على لاعبين من الشباب، ولم يخسر رهانه حتى الآن.
معاكسة التاريخ؟ تم ذلك في الدور ثمن النهائي، مع النجاح في ركلات الترجيح للمرة الأولى في كأس العالم بعد ثلاث محاولات فاشلة.. أمام كولومبيا، بدت إنجلترا على وشك الوقوع مجددا في الفخ نفسه. عندما امتدت المباراة إلى الكابوس الذي لطالما أرق الإنجليز: ركلات الترجيح.
ابتسم الحظ على غير العادة لهم، لكن التوجس هو من تكرار تجربة مريرة: يوم فازت على إسبانيا في ربع نهائي كأس أوروبا 1996 بركلات الترجيح، عادت وخسرت في نصف النهائي أمام ألمانيا بالسلاح نفسه.
لا تزال كأس العالم الذهبية تدغدغ المخيلة الإنجليزية. قالها المدافع جون ستونز الخميس بكلّ وضوح: “نريد أن نعيدها إلى المنزل”، إلى مهد كرة القدم الذي لم يكن على قدر هذا الحمل، واكتفى بلقب كبير يتيم في تاريخه.
أضاف: “أحب أن أفوز بكأس العالم، انكلترا تحب ان تفوز بكأس العالم (…) مر زمن طويل مذ فزنا بها. نريد جعل الناس في بلادنا فخورين”.
“غباء” السهولة ضد السويد
هل ستكون السويد محطة سهلة نحو الدور نصف النهائي؟ بالنسبة إلى ستونز، مقاربة المباراة بهذه الطريقة تنم عن “غباء”.
لا يمكن أن تقارب السويد من منظار المحطة السهلة نحو الدور المقبل.
تصدر المنتخب الإسكندينافي مجموعة ضمت المانشافت حامل اللقب، والمكسيك وكوريا الجنوبية، وهو يخوض البطولة في غياب أبرز نجومه، زلاتان إبراهيموفيتش الذي اعتزل دوليا عام 2016، ولم يبد المدرب الحالي يأنه أندرسون ترحيبه بعودته إلى صفوف المنتخب لخوض المونديال.
وصل السويديون إلى هذه المرحلة للمرة الأولى منذ مونديال 1994 حينما أنهوا مونديال الولايات المتحدة في المركز الثالث، فرض أندرسون نظاما صارما في مجموعة تفتقد للنجوم والأسماء البارزة على الساحة العالمية.
تلقوا هدفين وخسارة وحيدة في المونديال حتى الآن، وأتت أمام ألمانيا في مباراة لم تحسم نتيجتها سوى في الدقيقة الخامسة الأخيرة من الوقت بدل الضائع.
سيريان تلغراف