أدلة قطعية على وجود أسلحة أميركية تستخدم اليورانيوم المنضب والمواد المشعة بين أيدي المسلحين السوريين
المخابرات الجوية صادرت قبل شهرين قاذفا أميركيا يستخدم اليورانيوم المنضب ، ودبابة سورية جرى تدميرها يوم أمس في أريحا بقذيفة تحتوي على هذا النوع من اليورانيوم !؟
في 27 كانون الثاني الماضي ، نشرت “الحقيقة” تقريرا خاصا كشفت فيه ، استنادا إلى معلومات من مراسلتها في تل أبيب ليا أبراموفيتش وإلى صورة لاستهداف إحدى المدرعات في حمص، وجود قواذف “شيبون” الإسرائيلية المضادة للدروع في أيدي مسلحي “كتيبة الفاروق” الأصولية في حمص. وقد لاقى التقرير صدى إعلاميا لافتا ، مع التشكيك بصحة المعلومات طبعا واعتبارها “طعنا بوطنية المعارضين السوريين”، رغم أن الناطق الإعلامي باسم “الجيش الحر”في إدلب ، حمزة عبد الرحمن ،كان يتبختر قبل ذلك بعدة أشهر برشاش “عوزي” الإسرائيلي ويلتقط معه الصور التذكارية ليضعها على صفحة الفيسبوك الخاصة به!
الآن لدينا دليلان قطعيان على ما هو أخطر من ذلك بكثير ، وهو وجود قواذف أميركية تستخدم قذائف تحتوي على اليورانيوم المنضب والمواد المشعة في رؤوسها الحربية. الدليل الأول هو شريط يظهر عملية استهداف دبابة (أو مدرعة ، فالصورة ليست واضحة تماما) في قلب مدينة أريحا (محافظة إدلب) يوم أمس الخميس. احتراق الدبابة / المدرعة ، وشكل اللهب الصادر عنها وطريقة الانفجار، تؤكد كلها على نحو لا لبس فيه أنها استهدفت بقذيفة تحتوي على اليورانيوم المنضب. وهذا ما يعرفه خبراء الأسلحة جيدا.
الدليل الأهم من ذلك، والذي يؤكد الأول، هو حصولنا على شريط نادر يعود تاريخه إلى نيسان /أبريل الماضي. ويظهر الشريط ، الذي حصلنا عليه من “تنسيقية الرقة” ، أحد عناصر “المخابرات الجوية” وهو يحمل قاذفا أميركي الصنع من طراز M72A2 LAW بعد تمكنه وعناصره من مصادرته من أحد أوكار مسلحي ما يسمى “الجيش الحر” في محافظة الرقة. وهو سلاح نظير لقاذف “آر بي جي 18” الروسي الصنع. والقاذف الأميركي المشار إليه يستخدم قذائف يدخل اليورانيوم المنضب في تركيب قذائفها ، أو Promethium-147 . وهي مادة انشطارية مشعة لا توجد في الطبيعة ، بل يتم الحصول عليها من المفاعلات النووية. والقذائف التي تحتوي على هذه المادة قادرة على اختراق الدبابات وصهرها. والأخطر من هذا أنه يمكن استخدامها ضد كل شيء ( مبنى ، باص ركاب ، طائرة مدنية جاثمة على الأرض المطار .. إلخ ، بما يعنية ذلك من انتشار المواد المشعة في المنطقة المستهدفة!). ويتضح من الكتابة الموجودة على القاذف أن هناك تعليمات توجب تخزين القاذف وقذائفه بطريقة خاصة لأنها تحتوي على مواد مشعة!
عند مراجعتنا المصادر المعنية بالمبيعات العسكرية عبر العالم ، نرى أن هذا القاذف مباع من قبل الولايات المتحدة إلى العديد من حلفائها في العالم ، ومن ضمنها حلفاؤها في الشرق الأوسط ، وتحديدا : تركيا وإسرائيل. كما أن السلاح استخدم من قبل الجيش الأميركي في العراق.
ليس معلوما بعد مصدر القاذف ، علما بأن مصادر مقربة من “المجلس الوطني السوري”، الذي أصبح للكثير من أعضائه علاقات صريحة لا يخفونها مع إسرائيل، أكدت لـ”الحقيقة” أن “المجلس” تمكن من تزويد مسلحي ذراعه العسكرية (“الجيش السوري الحر”) بحوالي 30 قاذفا أميركيا من الطراز المذكور، فضلا عن قواذف وقناصات حرارية تشترك إسرائيل والحلف الأطلسي في إنتاجها، وسبق لـ”الحقيقة” أن كشفت عن وجودها حين غطت معارك “بابا عمرو” في تقارير خاصة.
إذن ، إن مصدر القاذف هو إما الولايات المتحدة وإما تركيا وإما إسرائيل ، حصرا. وفي الحالات كلها لا يمكن أن يصل إلى أيدي المسلحين السوريين ، وأي طرف ثالث، دون موافقة وزارة الدفاع الأميركية. ونستحضر هنا إلى الأذهان ما قاله برهان غليون وغيره من المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين والغربيين عن أن ما يحتاجه “الجيش الحر” هو ” سلاح كاسر للتوازن مع الجيش السوري الذي يعتمد الدبابات في مواجهته للمسلحين”. وغني عن البيان أن السلاح الكاسر للتوازن في مواجهة الدبابات ، لايمكن أن يكون سوى سلاح من هذا النوع، خصوصا وأن الدبابات السورية الحديثة ( من طراز تي 72 والأجيال اللاحقة) لا يمكن أن يؤثر فيها السلاح التقليدي المضاد للدروع على نحو فعال( مثل RPG 7 ونظائره الغربية).
سيريان تلغراف | الحقيقة