سفوبودنايا بريسا: أردوغان سيطرد الأمريكيين من سورية!؟
كتب زاؤور كاراييف، في “سفوبودنايا بريسا“، مقالا حول فقدان الولايات المتحدة مواقعها في سوريا وعدم معرفتها كيف تتصرف، حيال تركيا والأكراد.
وجاء في المقال: أنقرة مشغولة في السنوات الأخيرة بحل المسألة الكردية. وهي تعمل، في الواقع، على حل هذه المسألة منذ عشرات السنوات، إنما الأمور كانت تدور سابقا داخل تركيا نفسها أما الآن فقد خرج الصراع إلى مستوى عالمي.
على هذه الخلفية، تطورت أزمة في العلاقات مع الولايات المتحدة المواظبة على دعم الأكراد. وقد وصل الأمر إلى أن أردوغان هدد بمهاجمة المواقع الأمريكية إذا كان ذلك ضروريا في الحرب ضد وحدات حماية الشعب الكردية. نظريا، كان يمكن لذلك أن يحصل في منبج، حيث الأمريكيون والأكراد موجودون معا. إلا أن الأمريكيين، بعد هذه التهديدات، قرروا اللجوء إلى الدبلوماسية. وافق الأمريكيون على جميع شروط تركيا، وسرعان ما بدأوا بسحب الميليشيات الكردية من منبج. من الصعب القول ما سيحدث لاحقا، إنما حسب معلوماتنا يراهن العسكريون الأتراك على السيطرة المشتركة على منبج مع الأمريكيين. ويخططون لتسليمها مستقبلا للجيش السوري الحر، الأمر الذي يعني استبعاد الأمريكيين.
وفي الصدد، عبّر الخبير التركي إندير عمريق، لـ “سفوبودنايا بريسا” عن ثقته بأن هذه العملية ستسير وفق السيناريو التركي، فلا خيار آخر لدى الأمريكيين. وقال:
من المستبعد أن يتصالح الأمريكيون مع سيطرة تركيا على هذا الجزء من سوريا. ربما وعدوا بإخراج حلفائهم من المنطقة، أما في الواقع فسيتظاهرون بذلك. من السهل جدا القيام بذلك في الظروف السورية. فأعمال تركيا بالنسبة للولايات المتحدة تعد مشكلة كبيرة، لأن هذه الحرب تضعف الأكراد ما يحرمهم مستقبلا من أن يكونوا القوة الرئيسة التي تقف في وجه الأسد. وإذا ما غادر الأكراد منبج فعلا، فمن الذي يوقف أردوغان عن متابعة هجومه على الولايات المتحدة لتحرير الشمال السوري كله؟ هذا الإضعاف للولايات المتحدة يمكن أن يخلق مشاكل كبيرة في العلاقات الأمريكية التركية. وعلى أية حال، هناك احتمال أن يتم تجميد المشكلة لبعض الوقت. فلا يمكن الوثوق بشيء في الوقت الراهن. كل ما نعرفه هو أن أردوغان يسعى إلى أن يكون السيد الجديد لشمال سوريا ولا يريد أن يتقاسم إكليل النصر حتى مع الولايات المتحدة.
سيريان تلغراف