المهق بين السحر والأساطير في يومه العالمي
يواجه المصابون بالمهق أشكالا متعددة من التمييز على مستوى العالم، حيث لا يزال هذا الداء غير مفهوم بشكل كامل اجتماعيا وطبيا.
فغالبا ما يكون المظهر المادي للمصابين بالمهق محل معتقدات وخرافات خاطئة، مما يعزز تهميشهم واستبعادهم الاجتماعي، وهذا ما يؤدي إلى أشكال مختلفة من العنصرية والتمييز ضدهم.
وفي بعض المجتمعات، تضع المعتقدات الخاطئة التي تتأثر بشدة بالخرافات أمن وحياة المصابين بالمهق في خطر مستمر، وهذه المعتقدات والخرافات تعود إلى قرون مضت وهي موجودة في المواقف والممارسات الثقافية حول العالم.
وفي 18 ديسمبر 2014، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يعتبر 13 يونيو من كل سنة يوما عالميا للتوعية في مجال المهق، بدءا من سنة 2015.
واعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرارا سنة 2013 يدعو إلى منع الاعتداءات والتمييز ضد الأشخاص المصابين بالمهق، وفوض المجلس خبيرا مستقلا معنيا بحقوق المصابين بهذا الداء.
وفي يناير 2016، قامت السيدة Ikponwosa Ero الخبيرة المستقلة بحقوق المصابين بالمهق، بتقديم تقريرها الأول عن المهق إلى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة بشأن التوعية، إلا أنه وفقا للأرقام التي نشرتها الأمم المتحدة، فقد قتل 70 مصابا بالمهق في تنزانيا في العقد الماضي، وتمت إزالة أجزاء من أجسادهم لغاية السحر وجلب الحظ الجيد وكسب الثروة.
وبالنظر إلى مستوى الجهل والأساطير والمفاهيم الخاطئة حول المهق في القارة الإفريقية، فهذه بعض الأساطير والحقائق حول الأشخاص الذين يعيشون مع المهق:
-الأسطورة: هو ناتج عن زواج الأقارب أو سفاح القربى، أي أنه يتكاثر من أشخاص ذوي صلة وثيقة ببعضهم، ولاسيما عبر الأجيال المتتالية.
-الحقيقة: المصابون بالمهق لديهم قدرة ضئيلة أو معدومة على إنتاج لون البشرة والشعر والعينين، وذلك لانعدام مادة “الميلانين”، وهي مادة صبغية بروتينية تفرزها الخلايا الطلائية في الجلد وبصيلات الشعر وغيرها، فيما المهق حالة وراثية ما يعني أنه يمكن انتقاله من الوالدين إلى الأبناء.
-الأسطورة: المهق هو عقاب أو لعنة من الآلهة أو أرواح الأجداد بسبب الأخطاء التي وقعت في الأسرة.
-الحقيقة: المهق هو حالة وراثية تنتقل من الآباء إلى الأبناء.
-الأسطورة: أعضاء المصابين بالمهق تجعل السحر قويا ويمكن أن تجعل الناس أغنياء وناجحين.
-الحقيقة: هذا غير صحيح، إنها أسطورة منتشرة من قبل السحرة لإثراء أنفسهم على حساب الآخرين.
-الأسطورة: شرب دم شخص مصاب بالمهق يعطي قوة سحرية إضافية.
-الحقيقة: الأشخاص المصابون بالمهق هم بشر مثل الآخرين ولا يملكون أي قوى سحرية.
-الأسطورة: الأشخاص المصابون بالمهق ليسوا أذكياء.
-الحقيقة: المصابون بالمهق هم أذكياء ويعملون بشكل جيد أكاديميا مثل غيرهم من الأشخاص السليمين عادة، وهناك مدرسون ومحامون وسياسيون وموسيقيون يعيشون مع المهق.
-الأسطورة: لا يمكن للمصابين بالمهق أن يروا خلال النهار ولكنهم يرون جيدا في الليل.
-الحقيقة: يعاني المصابون بالمهق من مشاكل في النظر بسبب نقص تصبغ “الميلانين” في الشبكية، ويمكنهم الرؤية خلال النهار وأيضا في الليل، إلا أنهم قد يحتاجون إلى المساعدات البصرية في الغالب.
-الأسطورة: إن المصابين بالمهق لا يموتون، بل يتلاشون ببساطة.
-الحقيقة: جميع المصابين بالمهق يموتون مثل غيرهم من البشر العاديين.
سيريان تلغراف