تحقيقات وتقارير

نصف قرن ونيف من أم “النكسات”!

تصادف اليوم الـ5 من يونيو الذكرى الـ 51 لحرب الأيام الستة عام 1967 التي اصطلح على تسميتها بـ”النكسة”.

تلك الحرب المأساوية هي الثالثة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وهي مفصلية بنتائجها الكارثية، إذ احتلت إسرائيل خلالها سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان.

كانت نُذر ومقدمات تلك الحرب التي شاركت فيها مصر وسوريا والأردن والعراق جزئيا، ظاهرة كعين الشمس وخاصة على الجبهة السورية التي كانت مشتعلة، إلا أن القادة العسكريين العرب كانوا بعيدين جدا عما يجري على أرض الواقع، وتلك الحالة كما ظهر في العقود اللاحقة لم تكن استثناء.

الرئيس المصري جمال عبد الناصر في هذا الصدد طلب في 16 مايو إخلاء قوات الأمم المتحدة من سيناء وقطاع غزة، وكان له ما أراد بعد يومين.

وأعلنت القاهرة في 22 مايو إغلاق مضيق تيران أمام السفن الإسرائيلية، الأمر الذي عدته تل أبيب إعلان حرب.

صبيحة الخامس من يونيو 1967 شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات في ثلاث موجات مستخدمة أعدادا كبيرة من الطائرات، استهدفت قواعد سلاح الجو المصري في سيناء والدلتا والقاهرة ووادي النيل، ودُمرت الطائرات المصرية وهي جاثمة على الأرض في قواعدها.

ثلاث موجات من الغارات، نفذ أولاها 174 طائرة إسرائيلية، والثانية 161 طائرة، والثالثة 157، دُمرت خلالها 25 قاعدة ومطارا عسكريا، ونحو 85% من سلاح الجو المصري.

اشتعلت الحرب بعد تدمير سلاح الجو المصري على كل الجبهات، استكملت إسرائيل خلالها احتلال كامل الأراضي الفلسطينية وأضافت إليها كذلك الجولان وسيناء.

كانت تلك “الحرب” التي بدت أحداثها كما لو أنها تجري من طرف واحد، صدمة كبرى استمرت سنوات طويلة.

مرت حرب الاستنزاف ومعركة “الكرامة” وحرب أكتوبر، ومع ذلك  ترسخت “النكسة” في الوعي العربي باعتبارها حدثا كارثيا، إلا أن اللغة الرسمية العربية حاولت التخفيف من هذه الهزيمة الكبرى ومعالجة مضاعفاتها من خلال التقليل منها ووصفها بـ”النكسة”.

الجندي العربي حاول فعل الكثير في المعارك اللاحقة، إلا أن ما يمكن وصفها بالمنظومة السياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها لم تتمكن من مجاراة تلك الروح البطولية التي تجلت في أكثر من معركة.

ولهذا السبب، لعل كل ما نشهده الآن من حاضر بائس في أكثر من بلد عربي، هو من حيث الجوهر بمثابة خلاصة لتراكم النكبات والنكسات والفشل واستمرار الدوران في حلقة مفرغة.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock