تساؤلات حول إخفاء شهادات أبطال مسرحية “هجوم دوما الكيمائي”
أدلى سوريون كانوا داخل مدينة دوما وقت “الهجوم الكيميائي المزعوم”، في 8 أبريل/ نيسان، بشهاداتهم أمام مؤتمر “الإحاطة الإعلامية” المشترك، الذي نظمه وفدي روسيا وسوريا، في مقر منظمة الأسلحة الكيميائية.
وجاءت الشهادات نافية تماما للعديد من التقارير الإعلامية، التي انتشرت في الفترة الماضية، التي زعمت استخدام سوريا للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في دوما.
وحضر المؤتمر والد الطفل السوري حسن دياب، الذي ظهر في مقطع مصور أثناء تلقيه الإسعافات بعد” الهجوم الكيميائي” المزعوم في دوما، ولكنه أكد “أنه لم يكن هناك أي استخدام للمواد السامة في دوما”، مشيرا إلى أنه جاء إلى لاهاي ليقول كلمة الحق.
التقارير الإعلامية الغربية، التي تجاهلت هذه الشهادات، وخاصة الطفل حسن ووالده، أثارت استياء العديد من السوريين والنشطاء حول العالم.
من ناحيته قال الدكتور جمال الزعبي، عضو مجلس الشعب السوري، إن الدول التي قامت بـ”العدوان الثلاثي” على سوريا هي ذاتها من تقف وراء تدبير “مسرحية الكيميائي” لتبرير ضرباتها وتكرار سيناريو العراق في سوريا تحت مزاعم وجود كيماوي.
وأضاف الزعبي أن:
تلك الدول ومن مولها للقيام بالضربة لهم تأثيرهم على وسائل الإعلام العالمية، والتي اعتمدت على إظهار الجانب الذي يتوافق مع رؤى الحلف المعادي لسوريا، ومن دفع ثمن الضربة.
وتابع:
“وسائل الإعلام أظهرت الادعاءات بشأن استخدام الكيميائي ولم تشر إلى اعترافات الأطفال والأطباء من أهالي دوما، الذين أدلوا بشهاداتهم بعدما حررت المدينة من أيدي الجماعات المسلحة التي كانت تسيطر عليها، واستغلت الأطفال والنساء والأطباء لتصوير المسرحية وترويجها عبر وسائل الإعلام الموالية للتيار المعادي والمساند لجماعات الإرهاب”.
وشدد على أن الجانب السوري والحلفاء عازمون على مواصلة العمل من أجل إظهار الحقائق، وأنه على العالم أن يستمع إلى شهادات الأهالي، الذين أجبروا على تمثيل “مسرحية الهجوم الكيميائي”، حتى يعرف من المعتدي ومن يدافع عن الأرض والوطن.
وكانت وسائل الإعلام الأجنبية الناطقة بالعربية قد اعتمدت، في تغطيتها لأخبار “الهجوم الكيميائي” المزعوم على مدينة دوما السورية، على التقارير الواردة من المنظمات المدنية مثل “الخوذ البيضاء” و”المرصد السوري لحقوق الإنسان” وكذلك المنظمات الطبية والإغاثية.
فنشرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” تقريرها عن الهجوم المزعوم في 8 أبريل/ نيسان، مستندة على ما زعمته مجموعة الدفاع المدني التطوعية، المسماة “الخوذ البيضاء”. التي أفادت بسقوط عشرات القتلى نتيجة لغاز الكلور السام.
وأرفقت “بي بي سي” بتقريرها مقطعا مصوا ظهر به الطفل السوري، حسن دياب، في أثناء تلقيه الإسعافات في أحد المستشفيات.
وعلى الرغم من ظهور الطفل مرة أخرى، بعد 10 أيام من الهجوم المزعوم، ونفيه أن يكون قد عانى من أي أعراض لاستنشاق الغاز السام، فإن “بي بي سي” لم تذكر شيئا عن هذا.
من جانبها، تناولت قناة “العربية” السعودية أخبار “الهجوم الكيميائي” المزعوم، مستندة على ما قالته الجمعية الطبية السورية الأمريكية، وهي منظمة إغاثة طبية، زعمت أن “قنبلة كلور أصابت مستشفى في دوما مما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص بينهم أطفال”.
كما نشرت أيضا نفس الفيديو، الذي ظهر به الطفل حسن، ويقوم بعض الرجال برشه بالماء ومساعدته على التنفس بصورة طبيعية. إلا أنها تجاهلت المقطع الذي ينفي فيه الطفل وقوع أي هجوم كيميائي على مدينته.
من جهتها، اعتمد موقع قناة “الحرة” على التقارير الواردة من منظمة “الخوذ البيضاء”، إذ أرفقت تقريرها بتغريدات للمنظمة زعمت وصول حوالي 500 حالة مصابة باختناقات وصعوبة في التنفس.
أما هيئة الإذاعة الألمانية “دويتشه فيله” فقد اعتمدت على ما زعمه “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الذي أشار إلى مقتل عشرات المدنيين في “الهجوم الكيميائي المزعوم”، وأرفقت عددا من الصور لأطفال يتلقون العلاج ويضعون أقنعة للتنفس. ولكنها أيضا لم تنشر أي أخبار عما قاله الطفل السوري حسن.
سيريان تلغراف