سفوبودنايا بريسا: ترامب بدأ باحتلال سورية معتقدا بأن بوتين لن يرد على الهجوم
تحت العنوان أعلاه، كتب أندريه بولونين، في “سفوبودنايا بريسا”، حول استعداد المسلحين لشن عملية واسعة في جنوب سوريا بدعم أمريكي، وصولا إلى إعلان منطقة حكم ذاتي عاصمتها درعا.
وجاء في المقال: كما أفادت وكالات “إنترفاكس” و”ريا نوفوستي” و”تاس” الروسية في إشارة إلى مصدر دبلوماسي عسكري، فإن المسلحين في سوريا يعتزمون القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق. هدفها إنشاء منطقة حكم ذاتي في جنوب البلاد تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية عاصمتها درعا.
حول هذا الموضع، سألت “سفوبودنايا بريسا”، كبير الخبراء في مركز الدراسات العسكرية-السياسية بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، ميخائيل ألكسندروف، فقال للصحيفة:
تهدف الخطة الأمريكية إلى إنشاء جيوب في الأراضي السورية، ستحميها القوات المسلحة الأمريكية، بما في ذلك بالطيران. هذه الجيوب ستكون بمثابة قواعد لتشكيل مجموعات مسلحة تهاجم سوريا بلا نهاية. وكجزء من هذا المنطق، يمكن اعتبار ضربة الصواريخ التي أطلقتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في 14 أبريل عملا ترهيبيا.
بالإضافة إلى ذلك، فمن أجل إعاقة تحركات القوات المسلحة السورية والقوات الفضائية الروسية، ابتكر الأمريكيون خطة الاستفزاز الكيميائي. على سبيل المثال، أنا متأكد تمامًا من أنه بمجرد بدء هجوم كبير على المسلحين – في درعا – سيكون هناك فوراً انتشار للكلور في مكان ما قريب. ستعلن واشنطن على الفور أن الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية مرة أخرى، وستضرب القوات الحكومية مرة أخرى بالصواريخ.
لهذا السبب، أعتقد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما كان ينبغي أن يترك ضربة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بلا رد. لأنه إذا ما تم تنفيذ مثل هذه الهجمات على الأسد بانتظام، فسوف نخسر في سوريا.
وكيف كان يمكن أن يكون ردنا؟
كان يجب شن هجوم صاروخي على معسكر التنف، حيث يعدّ مدربو الولايات المتحدة المقاتلين، وفقا لهيئة الأركان العامة الروسية.
الكرملين، في رأيي، يجب أن يدرك أن المواجهة مع الولايات المتحدة أمر لا مفر منه، ومن الأفضل أن تحدث في سوريا، مما في خاصرتنا.
لماذا تحاول واشنطن إيجاد منطقة حكم ذاتي تحت رعايتها في جنوب سوريا؟
لأن هناك حدودا مع إسرائيل، وهناك إمكانية لوجود دعم لوجستي مستقر للمقاتلين. بالإضافة إلى ذلك، فإن إسرائيل مهتمة بمثل هذا الجيب، حتى لا يتم تعزيز مواقع إيران.
لكن المشكلة في أن الولايات المتحدة تخلق جيوباً ليس فقط في الجنوب. فلا يزال لدى الأمريكيين قواعد في التنف، والرقة، ودير الزور، وفي المناطق الكردية. باختصار، هذه عملية استراتيجية واسعة النطاق.
لو غادرت الولايات المتحدة جميع الأماكن وبقيت فقط في الجنوب، لقلنا: حسنا، هذا الجيب يحمي حدود إسرائيل، لا نحتاج إلى التحرك هناك، وهو لا يهدد سوريا ككل.
سيريان تلغراف