مسؤول سوري: الإجراءات التركية بشأن القمح السوري “سرقة موصوفة”
توالت ردود الفعل السورية على ما نشرته مواقع إلكترونية عن إطلاق مشروع تركي لحماية أصناف القمح السوري بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر القطري.
في هذا الصدد أكد مدير عام المؤسسة العامة لإكثار البذار في سوريا الدكتور بسام سليمان في تصريح خاص لـ”سبوتنيك” أن لدى سوريا ما يكفيها من أصناف القمح السوري الممتاز وقال:
“إن الإجراءات التركية الأخيرة بشأن القمح السوري ما هي إلا سرقة موصوفة وتخالف المعاهدة الدولية التي تنص على حفظ الأصول الوراثية ومنع تداولها”، مشيرا إلى أن هناك عقوبات دولية رادعة لمثل هذه الحالات.
وكانت مواقع إلكترونية ذكرت أن الحكومة التركية أطلقت بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر القطري وبدون موافقة الحكومة السورية مشروعا لحماية بعض أصناف القمح السوري خشية اندثارها والإبقاء على فرص إعادة زراعتها في سورية مستقبلا.
وذكرت تقارير أن معهد الأبحاث الزراعية التركي سيقوم من خلال مشروع ما يسمى “تنمية جنوب شرق الأناضول” بالإشراف على عملية حماية تلك البذور ثم إعادة توزيعها داخل الأراضي السورية وأن زراعة تلك البذور تتم في قضاء أقجة في ولاية شانلي أورفة المحاذية لسوريا.
ردا على هذه الإجراءات قال سليمان: “ما قامت به الحكومة التركية يشكل خرقا فاضحا للالتزامات الدولية التي تحفظ حقوق الدول في مواردها الوراثية التي نصت عليها المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة والبروتوكولات المرفقة لها وكذلك
للقانون السوري رقم /20/ لعام 2009 الذي ينص على ضرورة حماية وصيانة وتنمية وتنظيم وتداول الأصول الوراثية النباتية السورية”.
واعتبر المسؤول السوري أن الإجراءات التركية تعد سرقة موصوفة لجهود الباحثين السوريين في تطوير المحاصيل الزراعية وستضر بمنظومة الحجر الصحي النباتي التي عملت سورية على بنائها منذ خمسينيات القرن الماضي ومازالت تحافظ عليها وتمنحها الأولوية الأكبر
مضيفا أن هناك إجراءات عقابية عن طريق الجهات الوصائية والمنظمات الدولية المعنية.
وأوضح سليمان أن سورية تمتلك حاليا 25 صنفا من بذار القمح السوري الممتاز يتم الحفاظ عليها في بنك وراثي بمواصفات فنية عالية وبكميات كافية لبرنامج إكثار البذار بهدف تحقيق الأمن الغذائي للبلاد.
وأضاف: تقوم وزارة الزراعة بتأمين حاجة المزارعين من البذار وبأفضل المواصفات والمحافظة على أصناف بذار جميع أنواع المحاصيل من قمح وشعير وحمص وفول وعدس.
وحول كيفية وصول هذه الأصناف أشار سليمان إلى أن المجموعات الإرهابية المسلحة الموالية لتركيا استولت على مخازن للقمح وسرقت أصنافا عديدة منه.
وأردف قائلا: كنا محتاطين واحتفظنا بكافة أصناف القمح السوري في هذا البنك الوراثي بحيث نؤمن كافة احتياجات المزارعين في سوريا ولدينا ما يكفي لتلبية احتياجات المزارعين السوريين ابتداء من الحسكة وصولا إلى السويداء.
ووفقا لتقارير إعلامية فإن تركيا بدأت مؤخرا بزراعة القمح السوري على أرضيها حيث اختارت 18 نوعا منه نظرا لأهميته العالمية.
في هذا السياق نقلت قناة “TRT” التركية عن مسؤول تركي قوله:
“جلبنا بواسطة الهلال الأحمر القطري 17 صنفا من القمح المهدد بالاختفاء 9 منها خاصة لصناعة المعكرونة و8 للخبز” لافتا إلى أن “سوريا تحتضن قرابة 24 صنفا من القمح وأنه سيتم جلب بذور من بقية الأصناف في إطار المشروع ذاته”.
وكانت وزارة الزراعة السورية أنشأت بالتعاون مع منظمة “الفاو ” مخبرا حديثا للتقانات الحيوية لعمل البصمة الوراثية وتم خلاله إنقاذ العديد من العينات بالرغم من الأحداث الإرهابية التي طالت المراكز البحثية في الوزارة.
وتجدر الإشارة إلى القمح السوري يعتبر النوع الأول على مستوى العالم لمواصفاته التطبيقية والغذائية ومقاومته للأمراض.
سيريان تلغراف