صحيفة تخترق غرفة عمليات الجيش السعودي وتكشف سر “الغرفة المظلمة”
يتزايد الجدل حول دعم الولايات المتحدة للسعودية، خاصة فيما يتعلق بحربها في اليمن، بالتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لكن صحيفة أمريكية قدمت “وجهة نظر” مختلفة تماما للأمر.
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تقريرا تمكنت فيه من دخول غرفة عمليات الجيش السعودي، أو ما أطلقت عليه “غرفة الحرب السعودية”.
وقالت الصحيفة إنه تمكنت من الدخول الحصري إلى مراكز القيادة العسكرية الرئيسية للحرب في اليمن، وكبار الجنرالات المشرفين على تلك الحرب.
ورصدت الصحيفة كيف يتعامل الجنرالات فيالحرب الدائرة في اليمن، وكيف يسعون إلى اتباع طرق عديدة من أجل حماية المدنيين في اليمن.
وقالت “وول ستريت جورنال”: “يقف اللواء عبد الله الغامدي، وسط غرفة العمليات، مشيرا إلى شاحنة بيضاء تسير على طريق طائرة بدون طيار من اليمن، وهو يقول: انظر، بينما كانت الشاحنة تثير الغبار بصمت، وتابع: هناك مجموعة من المقاتلين يختبئون هناك ونحن نراقبهم، لكننا سنسمح لهم بالابتعاد، وسنراقبهم ربما لساعات أو لأيام ولن نضربهم حماية للمدنيين”.
ويشغل اللواء الغامدي، منصب نائب قائد التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن قادة سعوديين قولهم إنهم يبذلون كل ما في وسعهم لمنع وقوع إصابات بين المدنيين.
زيارة الولي
وكشفت الصحيفة أن زيارة ولي العهد إلى الولايات المتحدة، سيتم طرح مسألة الحرب في اليمن، خاصة وأن إدارة ترامب هناك صراع داخلي فيها حول ذلك الأمر.
وقال مسؤول أمريكي: “نتفهم المخاوف بشأن الضحايا المدنيين، وهذا هو السبب في أننا نعمل معهم في هذه القضية”.
وكان عدد من المشرعين الأمريكيين، قد صعدوا من دعواتهم غلى إدارة ترامب، بضرورة وقف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع التحالف وقطع أي مساعدات عسكرية ولوجيستية تقدم لهم.
ولكن جوزيف فولت، رئيس القيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على الدعم العسكري الأمريكي إلى السعودية: “من وجهة نظري، من الأفضل لنا أن نبقى مشاركين معهم ونواصل التأثير”.
الغرفة المظلمة
وكشفت “وول ستريت جورنال” انه في الطابق السفلي من القاعدة العسكرية في الرياض، التي يوجد بها غرفة العمليات الرئيسية للحرب في اليمن، يوجد “غرفة مظلمة”.
وأشارت إلى أن تلك الغرفة يتحدث جميع المحيطون أنه يوجد بها مستشارون عسكريون أمريكيون وبريطانيون.
وأوضحت أنه تم إحاطة المكتب الضيق، بالزجاج من الخلف، ويدعوه البعض مازحين بـ”القفص”.
كما قالت إنه يوجد علامة مسجلة على الزجاج تحذر الجميع من أن ينقروا أو يدقوا على الزجاج.
وتابعت “كان معلقا الحائط بجانب الزجاج علم أمريكي، وبجواره علم بريطاني”.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة تقدم معلومات استخباراتية، وتساند السعوديين في منع هجمات المسلحين، وتهريب الأسلحة على حدودها.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الأمريكين قولهم إن القوات الجوية السعودية في بداية الحرب لم تكن مدربة التدريب الجيد، وكان كبار المسؤولين السعودين يتحايلون على هذا الأمر بالحصول على مساعدة المستشارين الأمريكيين.
وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، كان قد سحب المستشارين العسكريين الأمريكيين، ووقف أي تعاون عسكري مع السعودية، ولكن بمجرد ما تولى ترامب الرئاسة أعاد المستشارين وبدأ في تبادل المعلومات الاستخباراتية مع المملكة، مثل السابق.
ساعد المستشارون الأمريكيون، وفقا للصحيفة الأمريكية، السعودية على وضع قواعد جديدة للاشتباك، ووضع ضمانات لتقليل عدد الضحايا المدنيين، ومساعدة الولايات المتحدة في إنشاء فريق خاص يحقق في تقارير عن الضحايا المدنيين، علاوة على مساعدتهم في تأمين حدود المملكة، لمنع مقاتلي “أنصار الله” (الحوثيين) من تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن.
وبجانب جدار الغرفة المظلمة، والقول لـ”وول ستريت جورنال”، يقف ضباط سعوديون يعرضون لقطات حية، لفيديو جوي تنقله طائرات بدون طيار تحلق فوق اليمن، وشاشة أخرى تظهر الرادار لموقع المقاتلات السعودية والطائرات بدون طيار وطائرات التزود بالوقود، وشاشة أخرى تحتوي على قائمة متغيرة باستمرار من الطائرات، التي تنفذ ضربات جوية، وتبحث عن أهداف وتنفذ عمليات أخرى في اليمن.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولون سعوديون قولهم إنهم نفذوا أكثر من 145 ألف مهمة في اليمن على مدار السنوات الثلاث الماضية، وقال جنرال سعودي إن 100 ألف مهمة منهم كانت ناجحة، والجيش السعودي شن 300 عملية في يوم واحد.
سيريان تلغراف