سفوبودنايا بريسا: لماذا تترك روسيا الإرهابيين يخرجون من الغوطة؟
تحت العنوان أعلاه، كتب زاؤور كاراييف، في “سفوبودنايا بريسا”، عن أهداف الكرملين من وراء الاتفاق مع المقاتلين على الخروج من الغوطة الشرقية.
وجاء في المقال: في الغوطة الشرقية، الوضع معقد جداً، عسكرياً وإنسانياً.
وقد أمر بوتين الجيش بفتح ممر إنساني من الغوطة. في البداية، كانت المهمة صعبة التحقيق. حاول المسلحون بكل الطرق الممكنة منع تنفيذ هذه الخطة. ومع ذلك… فما زال الممر يعمل. ما السبب؟
أولاً ، شنت القوات الحكومية والقوات الموالية هجوماً واسع النطاق، وبدأ بعض المتشددين البحث عن إمكانية التراجع؛ ثانيا، من خلال هذا الممر، يمكن للغوطة الحصول على بعض الطعام، على خلفية القتال المستمر، حيث السكان والمسلحون يعانون عمليا الجوع؛ ثالثا، أعطت موسكو فجأة الضوء الأخضر للمسلحين ليغادروا بحرية إلى مناطق أخرى في سوريا. هذه الفرصة استغلتها مجموعة من المعارضين.
والآن، كتبت وسائل الإعلام السورية أن هناك مشروعا لترحيل 600 مسلح. هذا رقم كبير وفقا لمعايير الغوطة الصغيرة. إذا ما غادروا فعلاً ، فإن الجيش العربي السوري سينهي عمليته في وقت أسرع بكثير. لكن السؤال: لماذا توافق روسيا على مثل هذه الشروط؟
في الإجابة عن هذا السؤال، يقول الباحث السياسي والمستشرق كاريني غيفوركيان:
يقترح الجانب الروسي عليهم المغادرة، ليس مع الأسلحة الثقيلة، إنما مع أسلحتهم الخفيفة فقط. علاوة على ذلك، يتم منحهم الفرصة للذهاب إلى المكان الذي يريدون. وهذه المجموعات غير مترابطة، بل هي تتقاتل مع بعضها. لذلك، يُسمح لهم بالذهاب إلى الأماكن التي يرونها مناسبة.
وما حاجة روسيا إلى ذلك؟
من أجل تقليل عدد الإصابات المحتملة بين المدنيين، وتعجيل السيطرة على الغوطة الشرقية.
فيما قال الخبير العسكري الأسترالي جون بلاكسلاند، لـ”سفوبودنايا بريسا”:
الناس يجب أن يكونوا قادرين على مغادرة الغوطة الشرقية منذ فترة طويلة. منذ اللحظة التي بدأ فيها الحصار. لكن قوات النظام-على حد تعبيره- لم ترغب في المشاركة في مفاوضات حول هذه المسألة، والآن تغير الوضع للأفضل بفضل المساعدات الروسية. فكرة إنشاء ممرات للسكان والمتمردين، تعود إلى الولايات المتحدة، وقد عبرتْ عنها من قبل. من الجيد أن روسيا أصغت واستطاعت إقناع الأسد بالتصرف وفقا لذلك. وهذا يعطي الأمل في أن تتمكن قوى مختلفة في سوريا في المستقبل من التحول من الحرب إلى الدبلوماسية.
سيريان تلغراف