من المسؤول عن قدرتنا على فهم مشاعر الآخرين؟
في حال كنت تكافح من أجل فهم الألم الذي يمر به شخص ما، فقد يرجع الأمر إلى جيناتك وفقا لمجموعة من الباحثين.
ويمكن أن تختلف القدرة على التعاطف من شخص إلى آخر، حيث وجد باحثو جامعة كامبريدج، أن الجينات تلعب دورا في مقدار التعاطف.
وقال الدكتور، فارون وارييه: “هذه خطوة مهمة نحو فهم الدور الصغير الهام الذي تلعبه الوراثة في التعاطف. ولكن يجب تذكر أن 10% من الاختلافات الفردية في التعاطف بين السكان، ترجع إلى علم الوراثة. ومن المهم أيضا فهم العوامل غير الوراثية التي تفسر الـ 90% الأخرى”.
وقبل 15 عاما، اكتشف فريق جامعة كامبريدج أن التعاطف هو مزيج من انفعالين منفصلين: معرفي وعاطفي. ويتمثل التعاطف المعرفي في القدرة على التعرف على أفكار الآخرين، ومشاعرهم. أما التعاطف العاطفي، فيعد الجزء الثاني الذي يمثل الاستجابة المناسبة.
ولقياس أشكال التعاطف والمستوى الكلي للعاطفة، قام الباحثون بتطوير اختبار التعاطف (EQ)، الذي يأخذ في عين الاعتبار العوامل التي تؤثر على مستويات تعاطف الأشخاص.
وفي هذه الدراسة، تعاون الباحثون مع شركة الوراثة 23andMe، ومقرها ولاية كاليفورنيا الأمريكية، حيث أكمل أكثر من 46 ألف مشترك، اختبار EQ عبر الإنترنت، وقدموا عينة من الحمض النووي لإجراء التحليل.
ومن خلال مقارنة المعلومات الجينية مع نتائج الاستبيان، اكتشف الباحثون الرابط بين علم الوراثة والتعاطف، ولكنهم لم يحددوا الجينات المعينة المسؤولة عن ذلك.
كما وجد الباحثون أن النساء أكثر تعاطفا من الرجال، ولكن لا يعتبر الأمر وراثيا، حيث لا توجد اختلافات في الجينات التي تساهم بالتعاطف لدى الجنسين، وهذا يعني أن الفرق يرجع للعوامل البيولوجية غير الوراثية.
وأخيرا، وجدت الدراسة أن المتغيرات الجينية المرتبطة بتعاطف أقل، ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بالتوحد.
سيريان تلغراف