هجوم جديد على الأسد
شدد زعيم المعارضة في الكنيست الصهيوني يتسحاق هرتسوغ على أن توفير الحماية الأوسع للمدنيين السوريين من تصرفات حكومتهم يتطلب الزعامة الأمريكية وخاصة الخيار العسكري.
وقال هرتسوغ في مقال نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” اليوم إن “اسم الرئيس السوري بشار الأسد أدرج إلى الأبد على لائحة المجرمين العسكريين الأكثر خساسة وشرا في تاريخ البشرية”، مضيفا أن هجوم الجيش السوري الأخير على الغوطة الشرقية جاء ضمن سلسلة “جرائم النظام الظالم والقاتل”.
وتابع” يبدو أن حتى دعوات روسيا، حليف الأسد، إلى إعلان هدنات إنسانية يومية وفتح ممرات إنسانية ليس لها تأثير يذكر”.
وشدد هرتسوغ على ضرورة أن ترفع “إسرائيل” عينيها عن حدودها ومصالحها، وتعترف بوجود بعد إنساني وليس استراتيجي فقط للأزمة السورية، معربا عن “فخره” إزاء “تلقي أكثر من خمسة آلاف سوري مريض ومصاب وصلوا إلى حدودنا العلاج في مستشفياتنا بالعناية الكبرى ليعودوا (إلى سوريا).
وذكّر السياسي الإسرائيلي أنه دعا في بداية الأزمة عام 2011 المجتمع الدولي إلى الرد على تصرفات الأسد ودعم المعارضة المعتدلة، لكن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أفلتت هذه الفرصة، مما أدى إلى تداعيات خطيرة.
وأشار هرتسوغ إلى أن العالم يقف لفترة أطول من اللازم مكتوف الأيدي أمام معاناة المدنيين وقتل الأبرياء في سوريا، بالرغم من تواجد القوات الأكثر فعالية في العالم، وخاصة الأمريكية، على مقربة مباشرة.
وذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أظهر في أبريل المنصرم الزعامة الأمريكية في حماية السوريين حين شن هجوما صاروخيا على قاعدة “الشعيرات” التابعة للجيش السوري، وأضاف: “لكن بعد عام من ذلك، الأسد وحلفاؤه يستمرون في استهداف المدنيين بالكيميائي وغيره من أنواع الأسلحة، في مخالفة لجميع القواعد والقوانين الدولية”.
وأكد هرتسوغ أن الولايات المتحدة تنظر بتحفظ كبير إلى سيناريو التدخل العسكري واسع النطاق، في ظل تجاربها السابقة في عمليات كهذه لكن “الدرس الذي استخلصناه من سوريا هو أنه لابد من الزعامة الأمريكية، وحين تتراجع أمريكا يملأ الفراغ اللاعبون الذين لا يشاطروننا قيمنا ومصالحنا المشتركة”.
وأقر زعيم المعارضة الإسرائيلية بأنه لا بديل لروسيا كطرف في التسوية السورية وعلى موسكو وواشنطن التعاون في هذا المجال، لأجل حل الأزمة السورية بشكل مستدام، مع حماية المدنيين ومنع إيران ووكلائها من استخدام هذه البلاد كقاعدة عسكرية، وهذا يتوقف على تولي الولايات المتحدة وحلفائها الدور الرئيسي دبلوماسيا وعسكريا في الأزمة.
سيريان تلغراف