نشرت مجلة الجيش الأمريكي Military Review مقالة تحليلية افتتحت بعبارة “حققت روسيا انتصارا في سوريا”، وضعها مايكل كوفمان، مدير البرامج البحثية حول روسيا في المركز التحليلي لمؤسسة CNA Corporation، والباحث في مركز ويلسون، بالتعاون مع ماثيو روجانسكي، مدير معهد كينان بمركز وودرو ويلسون بواشنطن، وهو نائب مدير برنامج “روسيا-أوراسيا” سابقا، ويعمل الآن في السفارة الأمريكية في كييف.
وكتب كوفمان وروجانسكي أن روسيا “حققت على الأقل انتصارا جزئيا في سوريا” وفعلت ذلك بـ “فعالية لافتة ومرونة وتنسيق بين الإجراءات العسكرية والسياسية”. أما الدول الأعضاء في تحالف الناتو- الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن، فيخلص المؤلفون إلى أنهم تعرضوا للهزيمة، بوقوفهم ضد التحالف الذي تقوده روسيا في الحرب السورية.
استخدمت روسيا سوريا كمنصة لاستعراض أفضل أسلحتها: على وجه الخصوص، المقاتلات متعددة الأغراض الثقيلة سو30SM ، والقاذفات الاستراتيجية تو 95MS وتو 160؛ والصواريخ البالستية القصيرة المدى إسكندرM ؛ وصواريخ باستيونP المضادة للسفن؛ وصواريخ كاليبر المجنحة…
وفي الصدد، يقول الباحث في مركز مشكلات القوقاز والأمن الإقليمي بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، نيقولاي سيلايف، لـ”سفوبودنايا بريسا”:
في رأيي، كوفمان و روجانسكي، ببساطة، يراقبان عن كثب ما يحدث في سوريا وحولها. على الرغم من أنني لم أكن لأتسرع في الحديث عن النصر: فأولا، علينا التأكد من أن التسوية السياسية لا رجعة عنها، وأن النظام الجديد في سوريا مقبول من الجيران، وأن زيادة وزن روسيا في الشرق الأوسط مضمون باتفاقات ملموسة وعقود ووجود اقتصادي وسياسي طويل الأجل، وأن المنطقة نفسها بدأت تتطور بشكل مطرد.
كما نقلت الصحيفة رأي رئيس سليمانوف، الباحث في معهد الاستراتيجية القومية ورئيس تحرير مجلة “العالم الإسلامي”، حول ما جاء في مقال Military Review، حيث قال:
في هذه الحالة لدينا حقيقة واقعة: ساعدت مشاركة روسيا في الحرب في سوريا في بقاء حكومة بشار الأسد في السلطة. حساب الإطاحة به في وقت مبكر… تبين أنه غير صحيح، وموسكو عززت مكانتها في الشرق الأوسط، وبات واضحا للجميع، أنه لا بد من أخذها في الحسابات. لذلك، وصل المحللون الأمريكيون إلى نتيجة موضوعية: ففي أن يعتبر بشار الأسد حتى الآن حاكما شرعيا، وليس، على سبيل المثال، الجيش السوري الحر، إنجاز روسي لا ريب فيه.
سيريان تلغراف