كومسومولسكايا برافدا : ماكرون نفى العزم على الإطاحة بالأسد وأكد احترامه لبوتين
تناول عباس جمعة في “كومسومولسكايا برافدا” تصريحات الرئيس الفرنسي إلى قناة سي إن إن، والتي أعرب فيها عن موقفه من مسائل دولية عديدة.
كتب جمعة:
أدلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتصريحات إلى قناة “سي إن إن”، تطرق فيها إلى طيف واسع من الأمور: من الصفقة النووية مع إيران إلى علاقاته العائلية.
وقد أعرب الرئيس الفرنسي عن موقفه من الرئيس الروسي بالقول إنه يرى في نظيره الروسي شريكا؛ معربا عن أمله بحصول تقدم في مباحثات رباعية نورماندي بشأن تسوية النزاع في دونباس. وأضاف: “أنا احترم فلاديمير بوتين كشريك، ولكنني لن أتساهل مع أي تدخل في ديمقراطيتنا، لأنني لم أتدخل في الانتخابات الروسية”.
وعن دور روسيا في السياسة العالمية، أكد الرئيس الفرنسي أنه لا يمكن تسوية أي مشكلات العالم من دون مشاركة روسيا.
وقال إن “روسيا شريكتنا، وعلينا أن نعمل معها وسنبقى كذلك. ولا يمكن تسوية النزاع السوري من دون مشاركة موسكو. كما أن من الصعب تسوية أزمة كوريا الشمالية من دونها. لذلك يجب احترام روسيا وأخذ تاريخها وعلاقاتنا معها بالحسبان”.
أما عن موقفه من الرئيس السوري بشار الأسد، فقال إن “بشار الأسد مجرم حرب ويجب أن يمثل أمام محكمة دولية”، – بحسب تعبير ماكرون. ومع ذلك، فهو لا يعتقد أن على باريس الآن حصر اهتمامها بمصير الرئيس السوري، لأن هناك أمورا أكثر أهمية.
وقال: “نحن أصررنا منذ بداية الأزمة عام 2011 على استقالة الأسد، ولكننا لم نحقق أي نتيجة. وأعتقد أن علينا اليوم المضي قدما والتوصل إلى حل سياسي. وفي النهاية ليس الأسد من يقتل الفرنسيين، بل الإرهابيون.
ومن الضروري لنا تهيئة ظروف سياسية، تسمح للسوريين بانتخاب قادتهم. وهذا يجب أن يتم بقرار من الشعب السوري وليس من الخارج”.
وأضاف ماكرون أن “مفاوضات أستانا قد تكون مفيدة، ولكنها غير كافية، حيث بدأت تواجه صعوبات مؤخرا. وعموما، سيكون حل النزاع السوري سياسيا وليس عسكريا. وهذا من مصلحتنا جميعا، وبالدرجة الأولى من مصلحة الشعب السوري”.
أما بشأن الصفقة النووية مع إيران، فدعا المجتمع الدولي إلى عدم السماح بإلغاء الاتفاقية النووية مع طهران، التي تم التوصل اليها في عهد باراك أوباما، والتي يعدُّها دونالد ترامب “عارا على الولايات المتحدة”.
وأعرب الزعيم الفرنسي عن اعتقاده بأن من “نتائج هذه الصفقة كان وجود مراقبة دولية لبرنامج إيران النووي، وهذا أفضل من لا شيء. لذلك فإننا بإلغاء الاتفاقية نغامر بالوقوع في مأزق شبيه بما يدور حول كوريا الشمالية. أي إن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية هو خطأ كبير”.
وبشأن معاهدة باريس للمناخ، قال ماكرون إن باريس تبذل كل ما في وسعها من أجل إقناع دونالد ترامب بإعادة النظر بقرار الانسحاب منها.
وإن “هذا هو خيار ترامب. وأنا احترم هذا الخيار، مع أنه يؤسفني اتخاذ هذا القرار، لذلك أريد إقناعه بالعودة إلى الاتفاقية، لأني أعتقد أنها أهم اتفاق في مجال المناخ”.
وفي الختام، تطرق ماكرون إلى زوجته، مؤكدا أنها تحبه، وأنها بالنسبة إليه أهم إنسان في حياته، وأنها سند له وجزء من حياته.
سيريان تلغراف