أرغومينتي اي فاكتي : فيتالي نعومكين عن المخططات الأمريكية في سورية
يرى الخبير الروسي البارز بقضايا الشرق الأوسط فيتالي نعومكين أن أسباب ارتفاع خطورة المجابهة الدولية في سوريا تكمن في العلاقة بين إيران والولايات المتحدة التي تساند إسرائيل.
ويشير المدير العلمي لمعهد الاستشراق التابع للأكاديمية الروسية للعلوم المستعرب فيتالي نعومكين في مقابلة أجرتها معه صحيفة “أرغومينتي إي فاكتي” إلى أن ترامب اتخذ منذ البداية موقفا واضحا ضد إيران. واليوم يسعى لإخراج الإيرانيين و”حزب الله” من المناطق الجنوبية في سوريا في المقام الأول.
ووفقا لنعومكين، فإن هذا التطور شكل حافزا لإقامة قواعد عسكرية أمريكية جديدة، ونصب أسلحة أمريكية جديدة في جنوب سوريا بمنطقة التنف، وبالقرب من دير الزور في المنطقة الشرقية، وهذه المناطق “لم تكن ذات أهمية جدية” لأطراف الصراع، لكن كل هذه التطورات “ترتبط بتوجه واشنطن في سياستها المعادية لإيران”.
كما أشار المستعرب البارز إلى أن تزايد النشاط العسكري في سوريا يشكل إلى حد ما استفزازا لروسيا، لكن الأمريكيين “يدركون جيدا أننا لن نبدأ الحرب العالمية بسبب صدامات كهذه في سوريا”. كما أن “الأمريكيين أنفسهم لا يريدون الحرب مع روسيا من أجل سوريا، لأن إيران هي في أولوياتهم الآن”.
ويذكِّر الخبير الروسي بزيارة ترامب الأخيرة إلى السعودية، والتي شكلت إعلانا واضحا عن انضمامه إلى الاتجاه المعادي لإيران، ووقوفه إلى جانب كتلة “الحكومات السنية المحافظة”. وعلاوة عن ذلك، هناك نقاش يدور في الأوساط الأمريكية بهدف إلغاء اتفاقية البرنامج النووي الإيراني التي وقعتها إدارة أوباما في وقت سابق.
ولفت فيتالي نعومكين إلى احتمال قيام واشنطن بأعمال استفزازية ضد إيران “لدفعها نحو الإقدام على تصرفات غير مسؤولة” ليتلوها تجميع تحالف دولي لضرب إيران”. أو – في أقل التقديرات – العودة إلى نظام العقوبات الاقتصادية السيئ، والذي يحتمل أن يثير رد فعل سلبيا حادا من الجانب الإيراني.
ويقول الخبير الروسي إن هناك قوى محددة الآن في الولايات المتحدة تقف وراء السياسة المعادية لإيران ولروسيا أيضا، وهي ترى تقارب روسيا الناجح مع إيران وتركيا في آن واحد. وهذا المثلث الجديد، الذي ظهر على قاعدة الحدث السوري، يثير تخوف واشنطن من إمكانية فقدان وضع اللاعب الرئيس في المنطقة.
ويضيف نعومكين أن أزمة قطر قد “صبت الزيت على النار”، لأن هذا النزاع يضع “تركيا في وضع خاص جدا”، لأنه “يخرجها من هذه الكتلة السنية المحافظة والقوية”، ويقربها أكثر من روسيا وإيران.
ويختتم المستعرب الروسي البارز فيتالي نعومكين بالقول إن ترامب يركز أكثر من كل الرؤساء السابقين على دعم إسرائيل في سياسة الولايات المتحدة الشرق أوسطية.
وبالنسبة إلى إسرائيل، فإن إيران وتحديدا نشاطها في جنوب سوريا هو “تهديد رئيس” لأمن تل أبيب، و”حزب الله” هو التهديد الثاني؛ وهذا ما يفسر التصرفات الأمريكية الوحشية في التعامل مع سوريا، والمرتبطة بصورة مباشرة في الحفاظ على أمن إسرائيل.
سيريان تلغراف