عدد ضحايا التحالف الدولي في سورية والعراق يقترب من 4 آلاف قتيل
في وقت تشرف فيه حملتا تحرير الموصل والرقة من داعش على النهاية، يحذر مراقبون من أن غارات للتحالف الدولي بقيادة واشنطن لا تزال تلحق تدميرا كارثيا بالمدنيين المقيمين في مناطق القتال.
وتشير معطيات نشرها مركز “Airwar” المتخصص في رصد نتائج عمليات التحالف إلى أن قرابة 22.5 ألف غارة نفذها طيران واشنطن وحلفائها خلال أكثر من ألف يوم من حملتهم على تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا والعراق، أودت بأرواح 3962 مدنيا على الأقل.
وحذر المركز، وكذلك المنظمات الدولية، من الارتفاع الحاد في عدد القتلى المدنيين والذي سببه تصعيد التحالف في الأشهر الأخيرة غاراته على أهداف في مناطق سيطرة “داعش”.
وكانت لجنة التحقيق حول سوريا التابعة للأمم المتحدة قد أفادت قبل أسبوع أن نحو 300 مدني سقطوا في محافظة الرقة السورية خلال الأشهر الـ3 الأخيرة، لقى 200 منهم مصرعهم في بلدة المنصورة في الريف الغربي للمدينة التي يعتبرها الإرهابيون عاصمة لهم.
من جانبه، اعترف البنتاغون بمسؤولية التحالف الذي يقوده عن مقتل 484 مدنيا في سوريا والعراق منذ شهر فبراير/شباط، ما يتجاوز 60% من ما سجل في المرحلة المماثلة السابقة، غير أن النشطاء يصرون على أن الأرقام الحقيقية تتجاوز بكثير تلك المنشورة.
هذا وكان الحادث المأساوي الذي وقع في الموصل، ولقي فيه أكثر من 100 مواطن مصرعهم جراء غارة على مبنى سكني تحصن فيه قناصو “داعش”، قد أجبر واشنطن، التي لم تعترف في النهاية بمسؤوليتها عنه، على إعلان مضاعفة فريق التحقيقات في تقارير عن مقتل المدنيين، ليتضح أن هذا الفريق لم يضم إلا 4 موظفين، يعمل 2 منهم على أساس مؤقت.
في الوقت نفسه، تجدر الإشارة إلى أن سبب الخسائر الكبيرة بين المدنيين لا يكمن في ضربات التحالف وحدها، بل وفي الاستراتيجية الوحشية التي ينتهجها مسلحو “داعش”، إذ حذرت السلطات العراقية مرارا خلال الأشهر الأخيرة أن الإرهابيين يحشدون المواطنين قسرا في مناطق القتال ليستخدموهم كدروع بشرية.
سيريان تلغراف