كوميرسانت : “كلمات دونالد ترامب غير منطقية وسخيفة”
برعاية مجلس الأمن (القومي) الروسي، عقد في مقاطعة تفير منتدى دولي لتنسيق الجهود في محاربة الإرهاب الدولي والجريمة وتعزيز الأمن السيبراني.
وكان من بين الذين حضروا هذا المنتدى، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، الذي وافق على الإجابة عن أسئلة الصحيفة مشكورا بشأن اتهامات واشنطن لإيران، ومشاركة القوات الإيرانية في حفظ الأمن في مناطق تخفيف التوتر في سوريا، وعن المبادرات الدبلوماسية الروسية.
حول اتهام ترامب إيران بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط ودعم الإرهاب، يقول شمخاني:
هذه الاتهامات لا أساس لها مطلقا، ولا تمت إلى الواقع بصلة ولا يأخذها المجتمع الدولي على محمل الجد. لنرَ من الذي يدعم الإرهاب. إيران منذ أربعة عقود تحارب الإرهاب، وقد فقدنا بنتيجة ذلك ألوفا عديدة من الأشخاص، ولا يزال الشهداء يتساقطون في الحرب مع “داعش” و”جبهة النصرة”.
لقد أدرك الأمريكيون ما هو الإرهاب بعد 11 سبتمبر/أيلول 2001. ومع ذلك، فإن أول زيارة خارجية لترامب كانت إلى الدولة، التي تصنِّع الإرهابيين. وأنا أقصد المملكة السعودية؛ لأن الفكر الوهابي وواردات تصدير النفط والسخط السياسي بسبب توريث السلطة، كلها تساعد على تطرف الشباب. ولأنهم ممنوعون من زعزعة الاستقرار في الرياض، فإنهم يغادرون إلى سوريا والعراق واليمن بحرية.
هل رأيتم إرهابيا شيعيا أم إرهابيا إيرانيا؟ بالطبع لا! لأنهما غير موجودين. وأنا أود أن أسأل من الذي دبر عملية 11 سبتمبر/أيلول؟ من يفجر أوروبا؟ من يدرب مواطنين من القوقاز على العمليات الإرهابية ويرسلهم إلى روسيا؟
لذلك، فإن كلمات ترامب غير منطقية وسخيفة. إن الإرهابيين في سوريا والعراق هم أداة لتمرير سياسة واشنطن. وإن التحالف الروسي-الإيراني-السوري-العراقي هو الوحيد الذي ينجح في محاربة الإرهاب.
وهل إيران جاهزة لإرسال قواتها لحفظ حدود مناطق تخفيف التوتر في سوريا؟
إيران جادة للغاية في محاربتها الإرهاب وإحلال السلام والاستقرار في سوريا، ولكننا ضد مشاركة الولايات المتحدة في حماية حدود المناطق المذكورة؛ لأن لسوريا حكومة شرعية، وهي فقط التي تحدد من له بالوجود على أراضيها. وما دام الأمريكيون يدعمون الإرهاب ويزعزعون استقرارها، فإنها لا تريد بقاءهم في سوريا.
وماذا عن مبادرتي روسيا بشأن إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة “قواعد السلوك المسؤول للدول في الفضاء الإلكتروني” ومشروع معاهدة “التعاون في مجال محاربة الجريمة المعلوماتية”. هل إيران مستعدة لدعمها؟
نحن نريد الاطلاع على جوهر المبادرتين. ونحن إلى جانب وضع قواعد لسلوك الدول في الفضاء الإلكتروني، لأنها حاليا غير موجودة، وهذا يذكرنا بأوضاع العالم قبل تأسيس هيئة الأمم المتحدة. إن الميزة الأساسية للفضاء الإلكتروني هو أنه عابر للحدود. وحيث إن هذا الفضاء لا يعترف بالحدود وبالأخلاق وبالحكومات، فقد أصبح جزءا من حياتنا، ويجب علينا الاتفاق على قواعد اللعب في هذا المجال.
سيريان تلغراف