كومسومولسكايا برافدا : سفير بريطانيا السابق لدى سورية يؤكد براءة الأسد من الهجمة الكيميائية
تطرقت صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” إلى التصريحات، التي أدلى بها سفير بريطانيا السابق لدى سوريا على الهواء مباشرة؛ مشيرة إلى أنه كان ضيفا غير مريح للتلفزيون البريطاني.
جاء في مقال الصحيفة:
أشار السفير البريطاني السابق لدى سوريا بيتر فورد خلال لقاء، أجرته قناة “بي بي سي” على الهواء مباشرة، إلى معارضته أي مقولة يرددها بتناغم ما يسمى بالتحالف الغربي عن الأحداث السورية.
وقد قرأ مقدم البرنامج في بداية اللقاء مقطعا من كلمة ترامب حول مسؤولية الأسد عن الهجمة الكيميائية ضد الأبرياء. وتوجه بالسؤال إلى السفير: “هل هذا إثبات للوقائع؟” وأجاب السفير فورد، “هذا إثبات للأساطير وليس للوقائع. نحن لا نعلم كامل الحقيقة. لذلك فإن ما نحتاج إليه فعلا هو التحقيق. هناك خياران لتلك الأحداث: الأول – أمريكي، والثاني سقوط قنبلة في مستودع أسلحة كيميائية تابع للمسلحين. أيهما صحيح، نحن لا نعلم. ولكن لنتذكر ماذا حصل مع العراق. الخبراء والاستخبارات والساسة كانوا على ثقة مطلقة بأن صدام يملك أسلحة دمار شامل، وقدموا لنا مختلف البراهين والإثباتات من صور ووثائق وغيرها، وتبين لاحقا أنها جميعا ملفقة وكاذبة. وليس مستبعدا أن يكونوا غير محقين الآن أيضا، وكل ما في الأمر هو أنهم يبحثون عن ذريعة للهجوم على سوريا. لنكن صادقين مع أنفسنا، هذا الحادث يفتح الطريق أمام هجمات كيميائية جديدة وليس للقضاء عليها”.
وهنا، حاول مقدم البرنامج الخروج من هذا الموقف المحرج، وقال إن “هذه التصريحات تنسجم مع ما تقوله روسيا، وليس مع رد فعل المجتمع الدولي. أي أنكم أنتم تكررون موقف روسيا، في الوقت الذي يثق فيه وزير الدفاع (البريطاني) مايكل فالون تماما بوجود أدلة كثيرة حملته على تأييد الرد الأمريكي. لماذا أنت تقف مع الأقلية؟”
ورد فورد بثقة: “لأنني لا أترك دماغي خلف الباب عندما أحلل الأوضاع. أنا أحاول أن أكون موضوعيا. وبالنظر إلى التجربة السابقة بما في ذلك في العراق، يتضح أنه لا يمكن تصديق كل ما يقوله، الذين يطلق عليهم خبراء الاستخبارات، لأن لديهم جدول عمل وأولويات.
وبالعودة إلى الموضوع الرئيس، هذه ليست النهاية. سوف يورطون بريطانيا في هذا النزاع. وذلك لأن ترامب قدم للإرهابيين أسبابا كثيرة لتكرار هذه المسرحية الوهمية مستقبلا. لأننا نلاحظ سهولتها ونجاحها، حيث يمكن بمساعدة وسائل الإعلام الساذجة إثارة ردود أفعال متسرعة من جانب الغرب.
ومن المحتمل جدا أن ينظم “الجهاديون” تمثيلية مشابهة لتلك، التي وثقتها الأمم المتحدة عام 2016، عندما شنوا هجمة بغاز الكلور واتهموا نظام الأسد بتنفيذها. تذكروا كلماتي، أقول هذا الآن وفي هذا المكان، هذا سيحدث حتما. وسوف يسرع العسكريون إلى الإعلان عن أن الأسد يتحداهم، لذلك علينا أن نهاجم سوريا بكل قوتنا. تذكروا أن كل هذا سيكون محض أكاذيب”.
وعندما طلب مقدم البرنامج من فورد إعطاء رأيه ببشار الأسد، قال: “يمكن أن يكون الأسد قاسيا ومتشددا، بيد أنه ليس مجنونا”. وسأل السفير السابق: “ما حاجته إلى هذا الصداع؟ هذا لا يمنحه تفوقا عسكريا. والمكان الذي وقع فيه الحادث ليس له أي أهمية من الناحية العسكرية. هنا لا أثر لأي منطق. وهذا ما أغاظ الروس. لأن كل ذلك غير مقنع”.
وقال فورد: “نحن سندفع ثمن هذا. سترتفع أسعار النفط. وسوف يتوسع استخدام السلاح الكيميائي ولن يتقلص. والأهم من كل هذا سيرفض السوريون والروس التعاون معنا ضد الإرهاب بنفس المستوى الحالي”.
سيريان تلغراف