كومسومولسكايا برافدا : ترامب بحاجة إلى إشعال حرب صغيرة مظفرة للبقاء في السلطة
أشارت صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” إلى أن الظروف الداخلية في الولايات المتحدة، والخلافات بين النخبة الأمريكية، كانت وراء القصف الصاروخي الأمريكي لسوريا.
جاء في المقال:
إلامَ سيؤدي تفاقم المواجهة بين الغرب وروسيا بسبب الهجمة الكيميائية، التي شنها مجهولون في سوريا؟
إن مؤشر شعبية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الولايات المتحدة يهبط بشكل منتظم نحو الحضيض، ومشروعات القوانين الداخلية تتهاوى، ومستشاره السابق مايكل فلين على استعداد لتقديم شهادة زور لتشويه سمعة إدارته في العمل لمصلحة الكرملين، لضمان حصانته من الملاحقة القانونية (هو يواجه احتمال السجن 5 سنوات بسبب ممارسته الضغط غير القانوني من أجل المصالح التركية في الولايات المتحدة). وفي الأفق أمام ترامب تلوح الإقالة.
بيد أن صراعا فعليا مع روسيا (على سبيل المثال عبر توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا) يبدو كأنه سيحل جميع المشكلات، ويرص صفوف النخبة ويوحدها، ويقدم برهانا ساطعا على براءة الرئيس من “القضية الروسية”، ويرفع من مؤشر شعبيته ويحسن علاقاته مع الحلفاء في الشرق الأوسط. وكذلك، سيتيح الفرصة لهم لمقارعة إيران على الأرض السورية.
أما في دول أوروبا الشرقية فيصلون لله من أجل تحقيق هذا السيناريو، وبخاصة أوكرانيا، التي كان ترامب يحتفظ بها حتى اللحظة الأخيرة في حقيبة أصوله من أجل صفقة ينوي عرضها على روسيا، في حين أن رئيسها بيترو بوروشينكو أعد نفسه وحزم حقائبه استعدادا للاستقالة الحتمية (حيث إن الرئيس الحالي لأوكرانيا، والنخبة المؤيدة له يمكنها الاستمرار فقط على خلفية الصراع الروسي–الأمريكي).
إن الرئيس الأمريكي قد يقدم حقا على إدخال القوات إلى سوريا. وفي هذه الحالة يستطيع أن يكسب بعضا من الوقت ويغلق أفواه معارضيه ويرص صفوف النخبة – ولكن كم سيستمر ذلك من الوقت؟
سيد البيت الأبيض الجديد يدرك جيدا أنه بالنسبة للسادة القدامى – من الحزب الديمقراطي ومناصريه، هو ليس سوى عدو، لأنه غير تقليدي وغير منضبط. وهيلاري كلينتون وكل من يناصرها، لن يغمض لهم جفن، قبل أن تجهز بالكامل على ترامب. وليس هذا فحسب، بل إنها ستقدم البرهان الساطع إلى المجتمع الأمريكي بأن عملية الانتخاب نفسها لمرشح غير مهيأ – كانت خاطئة.
بيد أن اندلاع نزاع جديد – ضد روسيا وإيران في سوريا – يعني أن ترامب قد نزل عند رغبة الصقور-الديمقراطيين. ومثل هذا الاستسلام سيلحق ضربة قوية بعنجهية وغرور الملياردير. لذلك، فإذا ما رفض ترامب الاستسلام للضغط، وقرر المقاومة حتى النهاية، وبيده الأوراق نفسها، التي رفعها لدى انضمامه إلى الحزب، آنذاك سيكون لديه فرصة للانتصار على النخبة العدوانية، التي لا ترغب بالقبول به واحدا منها.
إن ترامب يملك الفرصة لدخول التاريخ وليس التمرغ فيه، كما كان حال “الديمقراطيين” الذين كانوا يشنون حروبا دموية عندما كانوا يحكمون أمريكا.
سيريان تلغراف