مثقفون سوريون يدافعون عن أدونيس
أصدر نحو 150 مثقفاً سوريّاً بياناً تضامنياً مع الشاعر أدونيس، يستنكرون فيه الحملة التي قادها مجهولون على مواقع التواصل الاجتماعي، وتدعو إلى إهدار دمه بتهمة الإلحاد («الأخبار» 16/5/2012). الموقّعون على البيان، الذي حمل عنوان «دفاعاً عن حرية الفكر»، رأوا أنّ مثل هذه الحملات هي اغتيال للمستقبل، واستهداف «لقيم العقلانية والحرية والكرامة الإنسانية والديموقراطية والعدالة». واستنكر البيان «التهديد الظلامي للشاعر والمفكر أدونيس خصوصاً، وحرية الاعتقاد والتفكير والإبداع والرأي، على وجه العموم».
وكان أبرز الموقعين على البيان: ممدوح عزام، محمد ملص، نبيل سليمان، خالد خليفة، فواز حداد، خيري الذهبي، أحمد برقاوي، يوسف سلامة، فراس السواح، أحمد معلا، عبير إسبر، زياد دلول، مرام مصري، عادل محمود، إبراهيم الجرادي، محمد عضيمة، مصطفى علي، محمد الحاج صالح، غازي حسين العلي، جمال شحيّد، أحمد برقاوي، أحمد حافظ، سامر محمد اسماعيل، عبدو زغبور، أسامة إسبر، هانيبال سعد، عمر الشيخ، بيان الصفدي، زيد قطريب، هشام عمران، سوزان سلمان …
من جهته، أعرب الناقد جمال شحيّد عن استغرابه لهذه الحملة التي تطال رمزاً ثقافياً بمقام أدونيس، وتساءل «أبهذه اللغة المنحطّة سنبني سوريا الجديدة؟». وقال الشاعر والناشر سامي أحمد «هذا هجوم ظلامي ضد أحد أهم رموز الحداثة العربية ودعاة الحرية. الشاعر السوري أدونيس عاش رافضاً لكل أشكال السلطة، دينية، وسياسية، واجتماعية، متمرداً على سلطة الأب في كل الثقافات، ووصل هذا الهجوم إلى حد إهدار دمه. أيعقل أن يحدث أمر كهذا في بلد ابتكر الأبجدي؟».
في الواقع، فإن الحملات على أدونيس لم تتوقّف منذ أن أعلن رأيه في الانتفاضة السورية، ورفضه خروجها من الجامع. وعلى رغم تصريحاته اللاحقة في تبرير موقفه هذا، وتأكيده على أهمية «الربيع العربي» في أكثر من حوار معه، إلا أن الهجوم عليه لم يتوقّف، حتى إن بعض المثقفين السوريين رفضوا التوقيع على هذا البيان، متجاهلين أن الدفاع عن صاحب «هذا هو اسمي» هو حرب استباقية، عمّا ينتظر مثقفين آخرين من حملات تكفير مشابهة.
الاخبار- سيريان تلغراف