إيزفيستيا : المعارضة السورية “المعتدلة” خدمت “داعش”
أكدت صحيفة “إيزفيستيا” أن الهجوم المفاجئ الذي شنه “المعتدلون – الإسلامويون” في محافظة حماة، عرقل هجوم الجيش الحكومي ضد “داعش” في محافظة حلب، وأعاق فك الحصار عن دير الزور.
جاء في المقال:
بدأ الجيش الحكومي السوري وحلفاؤه، وبمساندة القوة الجو-فضائية الروسية هجوما مضادا في محافظة حماة. ومن المتوقع خلال الأيام القليلة المقبلة أن يفرضوا طوقا على قوات كبيرة من الإسلامويين الذين حاولوا اختراق مدينة حماة ذاتها. بيد أنه وكنتيجة لهذا، اضطر الجيش الحكومي السوري لوقف هجومه الخاص ضد إرهابيي “داعش” في الرقة ودير الزور. ويعتقد الخبراء أن المتطرفين –الاسلامويين أرادوا عبر توجيه ضربة مباغتة لجيش الدولة السورية –قطع المعبر الضيق الذي يربط ما بين مدينتي حماة وحلب.
يوم 29/03/2017 شنت الفرقة الـ11 المدرعة للجيش السوري، بدعم من وحدة النخبة للمشاة، هجوما مضادا قويا إلى الشمال من مدينة حماة. وتمكن من توجيه ضربته لجناح المجموعة الإرهابية المهاجمة، وفقا لوسائل الإعلام السورية ، ونتيجة لذلك تبلورت لدى الجيش الحكومي فرصة حقيقية لفرض حصار جزئي على المهاجمين. ونشرت أوساط الشبكات الاجتماعية كثيرا من التقارير التي تشير إلى أن الطائرات الحربية الروسية والسورية قصفت الطلائع المتقدمة لمواقع المسلحين فضلا عن قواعدهم الخلفية للحيلولة دون وصول تعزيزات للمحاصرين. ومن المتوقع أن يكون في المرجل الناشيء عدة آلاف من المتطرفين.
هجوم التحالف الإسلاموي الذي تزعمته المجموعة المتطرفة “تحرير الشام”، بدأ يوم 20/03/2017. وفي إطار الهجوم استخدم المسلحون العربات المدرعة والمدفعية وكذلك السيارات المفخخة بكثافة بالغة. وبعد بضعة أيام انضم لمساندة هجوم المتطرفين، قوات ما يسمى المعارضة السورية ” المعتدلة” مثل “الجيش السوري الحر” و”أحرار الشام”.
ووفقا لتقديرات الأركان العامة الروسية، وصل العدد الإجمالي للقوة الهجومية – الضاربة لما يسمى “المعتدلين” إلى 10 آلاف مقاتل.
لقد تمكن الإسلامويون من اختراق الجبهة، وشنوا هجوما باتجاه الجنوب نحو عاصمة الإقليم –مدينة حماة. وتمكنوا من الاستيلاء على عدة نقاط سكنية كبيرة نسبيا والخروج إلى مشارف حماة. وفي أحد المقاطع اقتربوا من المدينة على بعد حوالي 3كم. لاحقا وتحديدا على هذا الموقع ركز الجيش السوري ضربته الرئيسية لدى تنفيذه الهجوم المعاكس يوم 29/03/2017 .
ولوقف هجوم “المعتدلين” المباغت، اضطرت القيادة العسكرية للجيش الحكومي السوري سحب وحدات عسكرية من المواقع الأخرى لجبهة القتال العسكرية. ووصلت إلى حماة قوات داعمة من منطقة تدمر وفي المقام الأول “صقور الصحراء”، كما زج في أرض المعركة “الفيلق الخامس” الذي أنشئ مؤخرا بمساعدة الروس، ووحدات من “لواء النمور” وصلت من ضواحي حلب. وتلعب دورا كبيرا في معارك منطقة حماة عناصر من “حزب الله” وقوات التدخل السريع الإيرانية.
مدير مركز أبحاث الشرق الأوسط وآسيا الوسطى سيميون بغداساروف قال للصحيفة إن ما يسمى “بالمعتدلين- الإسلامويين” الذين ترسخوا في محافظة إدلب حاولوا استغلال فرصة الوضع الذي طرأ على الجبهات العسكرية من أجل توسيع سيطرتهم على الأرض وقطع حلب. ذكَر الخبير بغداساروف بأن مدينة حماة كانت “المعقل الرئيسي للإسلامويين السوريين حتى في الثمانينات من القرن الماضي، إضافة إلى ذلك، فإن الاستيلاء على المدينة يمنحهم إمكانية قطع شبكة الطرق التي تربط حلب مع حمص ودمشق”. كما أوضح بغداساروف أن الهدف النهائي للمسلحين هو –حلب، لأن هذه المدينة كان من المفترض أن تصبح عاصمة لهم. وأشار إلى أن “الإسلامويين” في إدلب لازالوا يتلقون المساعدات الضخمة من الخارج، ويمثلون تهديدا خطيرا، “على الرغم من الهزيمة التي لحقت بهم في حلب، ليس لديهم نية الاستسلام” مما يعني أنهم لن يتوقفوا عن شن الهجمات المتكررة، وأن الحرب لن تنتهي هذا العام، كما يعتقد الخبير، الذي عبر عن أسفه لأن المسلحين (المعتدلين)- حاولوا الاستفادة من الوضع، من حقيقة أن القوات الحكومية كانت منخرطة في الحرب مع “داعش”، ذلك يعني وكما يعتقد بغداساروف أنه “دون القضاء على هذه البؤرة، لن يتحقق الانتصار على الإرهابيين”.
ووفقا لتقديرات المراقبين السوريين فإن نتيجة المعركة التي تدور رحاها في حماة، واقعيا أمر مفروغ منه، بسبب أن المسلحين استنفدوا احتياطاتهم في الأيام الأولى من القتال، وأصبح التفوق العددي لصالح الجيش الحكومي. ولكن يجب القول هنا إن الهجوم الذي شنه “المعتدلون – الإسلامويون” في ضواحي مدينة حماة، جاء لصالح تنظيم “داعش”، لأن الجيش الحكومي السوري اضطر إلى وقف هجومه في مناطق حلب، وعملية فك الحصار عن دير الزور.
سيريان تلغراف