إيزفيستيا : سوف يتم فصل المعارضة السورية المعتدلة عن المتطرفة
أشارت صحيفة “إيزفيستيا” إلى أن مباحثات أستانا المقبلة حول سوريا ستشمل الاتفاق على فصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابية في إطار قوائم محددة.
جاء في المقال:
يخطط ممثلو روسيا، ايران، تركيا والأردن، في اللقاء المزمع عقده في العاصمة الكازاخستانية في 15 – 16 فبراير/ شباط الجاري، لوضع حل نهائي لمسألة تقسيم المعارضة السورية إلى معتدلة ومتطرفة. وبحسب تقييمات الخبراء، فإن هذا سيسهل كثيرا محاربة الإرهابيين، وكذلك إجراء المفاوضات السلمية.
وكما ذكر مصدر مطلع في الأوساط العسكرية-الدبلوماسية، فإن روسيا وشركاءها ينوون خلال الجولة المقبلة للمباحثات في أستانا، تحديد قائمة “المعتدلين” و “المتطرفين” من مجموعات المعارضة السورية، لأن الأُول سيُعَدُّون مشاركين محتملين في عملية التسوية السورية، بينما سيخضع الآخرون للسحق.
وأوضح المصدر للصحيفة أن “تحديد المعايير الرئيسة لتقييم الجماعات تم يوم الاثنين الماضي، 06/02/2017، وهي: الضلوع في النشاط الإرهابي، معاملة المدنيين والإيديولوجيا”. وقال إن الاختراق الرئيس يكمن في التسليم بأنه “لا ينبغي النظر إلى الجماعات الأصولية كافة كتنظيمات متطرفة وإرهابية”.
وأضاف المصدر أنه “إذا كان الأمر مع ما يسمى بـ “الجيش السوري الحر” واضحا إلى حد معين، فإن الأمر مع المجموعات الإسلاموية الكثيرة العدد، يتطلب الاستيضاح”.
وقال المصدر العسكري-الدبلوماسي إن “المهمة الرئيسة الآن تتلخص في الفصل بين المجموعات التي تدخل في “جبهة النصرة” السابقة وفي “أحرار الشام””. ورأى أن تخفيف شروط المطالب الإيديولوجية يمكن أن يصبح مسوغا لقبول مشاركة العديد من المجموعات في التسوية السلمية، كما قال المصدر.
هذا، وإن قوائم “المعتدلين” و”المتطرفين” النهائية سوف يتم الاتفاق عليها في جولة المباحثات الدورية في أستانا في منتصف الشهر الجاري. وبحسب المعطيات الأولية، فإن روسيا يمكن أن تلين موقفها من المجموعات، التي انضمت خلال الشهر الماضي إلى تنظيم “أحرار الشام”. كما لا يستبعد أن تدرج في قوائم “المعتدلين” مجموعات مثل “جيش المجاهدين”، “جيش الاسلام”، “كتيبة أسود السنة” وقرابة دزينة من المجموعات الإسلامية الأخرى.
في حين أن المجموعات، التي التفت حول “جبهة النصرة”، بعد أن كانت قد حددت موقعها كفرع لتنظيم “القاعدة، فستكون هدفا دائما للغارات الجوية حتى تدميرها بالكامل. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، حدد المشاركون في مفاوضات أستانا في يوم الاثنين الماضي مناطق وجود “جبهة النصرة”.
وصرح رئيس الوفد الروسي للمفاوضات في أستانا ستانيسلاف حجي محميدوف للصحيفة بأن “الآراء غير متوافقة لدينا؛ ولكننا بصفة عامة، توصلنا مبدئيا إلى الاتفاق على رسم هذه المناطق على الخريطة”.
كما ناقش المشاركون بنشاط في الاجتماع مسألة إشراك وحدات المعارضة السورية المعتدلة في محاربة “داعش” و”النصرة”، على غرار مشاركة “الجيش السوري الحر” في محافظتي حلب وإدلب في شمال-غرب البلاد.
وكما أكدت لصحيفة “إيزفيستيا” مستشارة مدير المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية يلينا سوبونينا، فإن الفصل بين المعارضة “المعتدلة” و”المتطرفة” سيسمح بحل ثلاث مشكلات رئيسة دفعة واحدة:
– أولا، سيسهل هذا على جميع الأطراف محاربة الإرهابيين، حيث يصبح واضحا للعسكريين من يمكن، ومن يحظر ضربه.
– وإن الشيء المهم الآخر يتلخص في أن المجموعات “المعتدلة” تستطيع الانضمام إلى المسار السلمي.
وتضيف المحللة السياسية أنه “سيكون عليهم وقف الصراع المسلح، والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة، والاتفاق على أبعاد التسوية. وهكذا أخيرا يتوقف الجدل بين اللاعبين الخارجيين حول من من المعارضين يمكن اعتبارهم إرهابيين. وهذا سيسهل بشكل جوهري التعاون في إطار المسار السياسي مع تركيا وإيران والأردن، وكذلك مع الولايات المتحدة ودول الخليج مستقبلا”، بحسب سوبونينا.
سيريان تلغراف