ما غاية موسكو من إرسال شرطتها العسكرية إلى حلب؟
أعلنت روسيا مؤخرا عن إرسال كتيبة من الشرطة العسكرية إلى مدينة حلب السورية في خطوة أثارت التكهنات وأطلقت عنان الكثير من المحللين والمشككين في نوايا روسيا على الأرض السورية.
صحيفة “روسيسكايا غازيتا” سلطت الضوء على خطوة وزارة الدفاع الروسية هذه، وأوضحت أنه وحسب الخبراء العسكريين الذين استشارتهم، فإن الهدف الرئيس من وراء إرسال هذه الشرطة، وإلى شرق حلب حصرا، نابع من ضرورة حماية العسكريين الروس الذين يديرون عملية إنسانية واسعة النطاق في الأحياء المحررة من المسلحين.
وأشارت إلى أن رجال الشرطة الروسية يسهرون في حلب حسبما أكدت وزارة الدفاع الروسية، على حماية العسكريين الروس وأمن السكان، ويدعمون السلطات السورية في الحفاظ على الأمن العام هناك.
وذكّرت الصحيفة بأن مركز “حميميم” للمصالحة بعث إلى شرق حلب وحدات هندسية عسكرية لتفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها المسلحون قبل القضاء عليهم أو انسحابهم من المدينة، إضافة إلى فرق إغاثية وطبية لغوث المنكوبين في المدينة.
الرئيس فلاديمير بوتين، وفي تعليق على تحرير الجيش السوري مدينة حلب وفتح المعابر لإجلاء المدنيين عنها، وصف العملية الإنسانية الروسية في شرق المدينة بـ”الأكبر في تاريخ الإنسانية وأكد أنها تمثل والخطوة الأهم للتطبيع في سوريا وعموم المنطقة”.
مما يميز رجال الشرطة العسكرية عن سواهم في الجيش الروسي إلى جانب القبعات الحمر التي يرتدونها، رمز “MP” على أعضادهم الذي يشير للحرفين الأولين من كلمتي military police بالإنكليزية وتعنيان “الشرطة العسكرية”، في تقليد عسكري دولي مرعي يفرض على الشرطة العسكرية حمل هذا الرمز على أعضاد رجالها إذا كانوا خارج أراضيهم.
تجدر الإشارة إلى أن الشرطة العسكرية الروسية الحالية، وريثة للشرطة العسكرية القيصرية التي حلّت بقرار من الحكومة المؤقتة في أعقاب ثورة أكتوبر سنة 1917، ليقوم على أنقاضها جهاز أمني آخر سمي بـ”الآمرية العسكرية” في مرحلة لاحقة إبان العهد السوفيتي.
وبقيت “الآمرية العسكرية” قائمة في روسيا الاتحادية حتى سنة 2012، حيث أعيدت لها تسميتها السابقة وخضع جهازها لجملة من الإصلاحات الإدارية والبنيوية، بما يخدم تأديتها مهامها الرئيسية المتمثلة في الحفاظ على الأمن داخل القوات المسلحة الروسية، وحماية العسكريين الروس والمدنيين خلال العمليات الإنسانية خارج البلاد.
سيريان تلغراف