واشنطن بوست : المساعدة الأمريكية للأكراد تؤجج الصراع في المنطقة
قالت صحيفة واشنطن بوست إن المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة إلى وحدات الحماية الكردية تؤجج الصراع في المنطقة وتزعج تركيا وقوى محلية في سوريا.
ولفتت مديرة مكتب الصحيفة في بيروت ليز سلاي في مقالة نشرت الأحد 8 يناير/كانون الثاني إلى أن غاية ذلك الدعم هو مساعدة قوات الأكراد في سوريا على الانتشار في منطقة واسعة تقطنها أغلبية عربية في هذا البلد.
وأشارت سلاي في المقالة وهي بعنوان “المساعدات العسكرية الأمريكية تغذي طموحات كبرى للمليشيات الكردية اليسارية في سوريا” إلى أن الجيش الأمريكي قدم دعما وتدريبا عسكريا لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني في السنتين الماضيتين في إطار “الحرب على داعش”، إلا أن هذا التنظيم سعى إلى التمدد في المناطق التي تسكنها أغلبية من العرب و”استخدم دعم الولايات المتحدة لخدمة طموحاته الإقليمية”.
ورأت الكاتبة أن انتشار المقاتلين الأكراد خارج المناطق ذات الغالبية الكردية وسيطرتهم على مناطق ذات أغلبية عربية “سيطيل أمد الصراع ويوسع نطاقه”، مشيرة إلى أن “هذه السياسة التوسعية” تزعج تركيا، وعناصر محلية بسوريا.
وذكرت سلاي في هذا السياق أن واشنطن بدأت بتقديم دعم عسكري إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تضم مقاتلين عربا وأكرادا لتتفادى بذلك ردود أفعال أنقرة.
ولفتت الصحفية إلى أن الإدارة الأمريكية تدرك جيدا أن المقاتلين الأكراد يمثلون ثلاثة أرباع “قوات سوريا الديمقراطية” وأنهم المستفيد الأكبر من دعم واشنطن العسكري، ولذلك وصفت التصريحات الأمريكية عن عدم تقديم مساعدات لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني بأنها “خطاب فقد قيمته”.
وقالت سلاي إن هذا التنظيم الكردي يدرس الأطفال في مناطق سيطرته ايديولوجيات “عبد الله أوجلان” مؤسس حزب العمال الكردستاني في تركيا، الذي تدرجه الولايات المتحدة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.
وأكدت الكاتبة أن مدينة منبج الواقعة في محافظة حلب شمال سوريا لا تزال تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي ومسلحين عرب تابعين له، مشيرة إلى أنه سحب بعض مقاتليه من المدينة وأن أنقرة لن تقبل بهذا الوضع.
واتهمت المقالة مجلس منبج العسكري الذي قالت إن حزب الاتحاد الديمقراطي هو من أسسه بإرسال 250 مقاتلا تلقوا تدريبات من قبل القوات الأمريكية إلى حلب لمواجهة قوات المعارضة السورية بدلا من إرسالهم إلى مدينة الرقة لمحاربة “داعش”.
سيريان تلغراف