إيزفيستيا : دمشق وأنقرة ستلتقيان في الباب
تطرقت صحيفة “إيزفيستيا” إلى الأوضاع في شمال سوريا، مشيرة إلى أن وحدات الجيش التركية العاملة في سوريا تقترب من مواقع القوات الحكومية السورية وتكاد تلاصقها.
جاء في مقال الصحيفة:
إن تقدم وحدات الجيش التركي في محافظة حلب قد يسبب مواجهة عسكرية مع القوات الحكومية السورية. ولكن النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي يشير إلى أن أنقرة تقوم بعملية محاربة الإرهاب، وعليها ألا تتجاوز “الخط الأحمر”. أما دمشق فتعرب عن استعدادها للمقاومة، إذا تطلب الأمر.
والوحدات التركية تحارب حاليا مسلحي “داعش” المتحصنين في مدينة الباب، فإذا تمكنت من فرض سيطرتها على المدينة وطرد “داعش” منها، فإن القوات التركية ستصبح وجها لوجه أمام القوات الحكومية السورية.
وقال النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد، فرانس كلينتسيفيتش لـ “إيزفيستيا” إن استمرار تقدم الوحدات المسلحة التركية باتجاه مدينة الباب الواقعة شمال شرق حلب، قد يؤدي في المستقبل إلى مواجهة مسلحة مع القوات الحكومية السورية، ما سيؤدي إلى وقوع ضحايا غير متوقعة من الطرفين.
ولم يستبعد كلينتسيفيتش هذا الأمر لعدم وجود تنسيق بين الجانبين بشأن العمليات العسكرية التي يقومان بها. ومع أن مساهمة تركيا في محاربة “داعش” هي مساعدة حقيقة في محاربة الإرهاب الدولي، فإن المشكلة تكمن في أن دخول القوات التركية على أراضي دولة ذات سيادة جرى من دون موافقة دمشق، وهذا يخلق مخاطر مختلفة.
من جانبه، قال عضو مجلس الشعب السوري جمال ربيعة للصحيفة إن دمشق تتابع باهتمام الوضع، وهي مستعدة للمقاومة عند الضرورة.
وأضاف أن موقف السلطات السورية ثابت: فالتدخل التركي يعد انتهاكا لسيادة البلاد. وإن محاربة الإرهابيين كما تدعي أنقرة ليس سوى مسرحية، لأن الإرهابيين مع اقتراب القوات التركية ينزلون أعلام “داعش” وينضوون تحت رايات “جيش سوريا الحر”. واستنادا إلى هذا، أؤكد أن القوات الحكومية السورية تراقب باهتمام تنقلات القوات التركية ومسلحي ما يسمى بالمعارضة. وإضافة إلى هذا، فإن وحدات المقاومة الوطنية السورية (تتألف من الكرد والعرب وتقاتل القوات التركية الموجودة على الأرض السورية – “إيزفيستيا”) تبذل كل ما في وسعها من أجل اعاقة تقدمها.
ويذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد أعلن يوم 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أن القوات التركية بالتعاون مع مسلحي “جيش سوريا الحر” تنوي تحرير مدينة الباب خلال الأيام القريبة، وأن “داعش” يعيش أيامه الأخيرة في مدينة الباب، التي يحاول بكل السبل والوسائل إبقاءها تحت سيطرته، حيث يستخدم الانتحاريين وعبوات ناسفة يدوية الصنع. ولكن مع الأسف لم تمر الأمور من دون سقوط قتلى وجرحى بين قواتنا. بيد أن الطريق بين حلب والباب أصبحت تحت سيطرتنا، وآمل أن تحرر المدينة تماما ويعود سكانها إلى بيوتهم.
وكانت هيئة الأركان التركية قد أعلنت سابقا أن فصائل “جيش سوريا الحر” المدعومة من القوات التركية قد فرضت سيطرتها على طريق حلب – الباب ضمن عملية “درع الفرات” التي تنفذها تركيا داخل الأراضي السورية.
وإذا تم تحرير الباب فإن المسافة التي ستفصل القوات التركية عن مواقع القوات الحكومية السورية ستكون 40 – 50 كلم.
من جانبه، قال اللواء السوري المتقاعد علي مقصود: في ضوء تقارب مواقف أنقرة وموسكو التي تعدُّ حليفا لدمشق، فمن المستبعد وقوع مواجهة بينهما. بالإضافة إلى أن عملية “درع الفرات” ليس هدفها محاربة القوات السورية.
وأضاف أن “العملية التركية داخل سوريا هي قبل كل شيء إشارة من أنقرة إلى سكان تركيا، بأنها لن تسمح بظهور منطقة إدارية كردية، وخاصة دولة كردية مستقلة عند حدود تركيا الجنوبية، لأنها ستشكل تهديدا لاستقرارها. كما أننا نلاحظ سرعة تقارب أنقرة مع موسكو التي تدعم سلطات دمشق الرسمية، حيث إن المباحثات الأخيرة بين ممثلي موسكو وطهران وأنقرة في موسكو دليل على أن تركيا تبحث عن تسوية سلمية للنزاع السوري. وإضافة إلى ذلك، هناك حدود لا يمكن تجاوزها، أي أن مهاجمة القوات الحكومية السورية هو “خط أحمر”.
سيريان تلغراف