إيزفيستيا : جنرالات بريطانيون لرص صفوف المعارضة السورية
تناولت صحيفة “إيزفيستيا” موضوع إرسال بريطانيا ضباطا كبارا إلى سوريا؛ مشيرة إلى أن مهمتهم تكمن في توحيد المعارضة السورية “المعتدلة”، التي أضعفتها هزيمتها في حلب.
جاء في مقال الصحيفة:
وصلت إلى سوريا مجموعة من المستشارين العسكريين البريطانيين، لإعادة توحيد وتنظيم فصائل المعارضة “المعتدلة” التي انسحبت من حلب. وقد أعلن وزير دفاع بريطانيا مايكل فيلون عن وصول 20 مستشارا إلى سوريا، وأنهم سوف يباشرون في تدريب فصائل المعارضة التي تحارب ضد “داعش”.
ويذكر أن أنباء عن إرسال بريطانيا خبراء عسكريين إلى سوريا ظهرت في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أي قبل تحرير مدينة حلب. وقد أعلن حينها أن مهمة هؤلاء ستتمثل بتدريب المسلحين الجدد على أساليب القتال والمساعدات الطبية الأولية وكيفية إبطال مفعول العبوات الناسفة.
ولكن مع تغير الأوضاع، تغيرت مهمة المستشارين أيضا. فبحسب معلومات وسائل الإعلام وما ينشر في شبكات التواصل الاجتماعي، تتألف المجموعة الحالية من ضباط كبار بينهم جنرالات، وهم تحت حماية القوات الجوية الخاصة. وإن مهمتهم الأولى هي تقييم القدرات القتالية للفصائل المسلحة التي غادرت حلب، وكذلك معداتهم الحربية. وبعد ذلك عليهم وضع استراتيجية جديدة للمعارضة “المعتدلة” والعمل على توحيدها تحت قيادة عسكرية موحدة.
هذا، وقد أعلن رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية فيكتور بوزنيخر أن العمل جار الآن لإخراج بقايا المسلحين وعوائلهم وكذلك الرهائن المدنيون الذين معهم من حلب وإرسالهم إلى محافظة إدلب، عبر الممر الإنساني صلاح الدين الذي استخدمه أكثر من 1000 شخص في خروجهم من المدينة.
وكان الغرب متخوفا من حدوث خلافات بين فصائل المعارضة المتبقية بعد تحرير حلب. لذلك يعمل من أجل توحيد هذه الفصائل، وتحويلها إلى جيش قادر على خوض المعارك. وقد تعهد فيلون بأن الخبراء البريطانيين سيدربون فقط المعارضة “المعتدلة”، وليس الإسلامويين، وأن اساس قوات المعارضة يجب أن يكون “جيش سوريا الحر” وثلاث مجموعات أخرى.
وتركز الولايات المتحدة اهتمامها على المعارضة “المعتدلة”، ولا سيما أن واشنطن تنوي، قبيل الهجوم على مدينة الرقة، تعريب قوات المعارضة؛ لأن الكرد يشكلون عماد قوى سوريا الديمقراطية، وأن غالبية سكان الرقة هم من العرب، الذين ينظرون إلى الكرد بعدائية.
وستستمر عمليات التحضير عدة أشهر، لتنطلق في الربيع عملية الهجوم على الرقة. وقد صرحت مستشارة مدير المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية يلينا سوبونينا لـ “إيزفيستيا” بأن المعارضة تكبدت في حلب خسائر جسيمة، وأن فصائلها المندحرة تتجه نحو محافظة إدلب ووضعها صعب، حيث إنها متفرقة وضعيفة. وتفترض سوبونينا أن البريطانيين لن يتمكنوا من تشكيل جيش موحد ذي قدرة قتالية منها. ولكنهم سيحاولون إنقاذ هذه الفصائل بعد هزيمتهم في حلب، وخاصة أن الأمريكيين حاولوا قبلهم تشكيل جيش موحد منهم ولكنهم فشلوا. وتعتقد سوبونينا أن محاولات بريطانيا ستبوء بالفشل أيضا.
سيريان تلغراف