تجدد الاشتباكات في حلب بعد انقضاء الهدنة
بعد انقضاء سريان الهدنة الإنسانية بحلب في الساعة 19:00 بتوقيت دمشق من يوم السبت، تجددت الاشتباكات العنيفة بالمنطقة، فيما لم تتمكن الأمم المتحدة من إجلاء الجرحى.
وأفادت مصادر في سوريا، السبت 22 أكتوبر/تشرين الأول، بأن الجيش السوري استهدف بشكل مكثف، بوساطة سلاح المدفعية، مواقع للمسلحين في أحياء صلاح الدين والمشهد والشيخ سعيد جنوب المدينة، فيما نفذ الطيران السوري غارات على المسلحين بطول كامل جبهة ريف حلب الغربية وحي خان طومان بريفها الجنوبي وفي كفر حمرا بريف حلب الشمالي.
وأعلنت المصادر أن القوات الحكومية تمكنت من إحراز تقدم في حي صلاح الدين وبسطت سيطرتها على عدد من الكتل هناك.
كما أضافت المصادر أن اشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين اندلعت أيضا في حي بعيدين شمال شرق حلب.
واستهدف المسلحون، من جانبهم، مواقع الجيش في أحياء الشهباء الجديدة ودوار السلام غرب حلب والحمدنية وصلاح الدين جنوب المدينة بالقذائف المتفجرة،
بدوره، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، اليوم السبت، أنه لم يتمكن من بدء إجلاء الجرحى من حلب الشرقية في سوريا، نظرا لعدم وجود الضمانات اللازمة من أطراف النزاع.
وقال المتحدث باسم المكتب الأممي، ينس ليركيه، لوكالة “نوفوستي” الروسية: “كان من المستحيل بدء إجلاء الجرحى والمرضى وأفراد عائلاتهم من حلب الشرقية صباح اليوم السبت. وتأمل الأمم المتحدة في أن تقدم كافة أطراف النزاع الضمانات الضرورية، وهي تعمل بشكل نشيط على هذا الاتجاه”.
وأضاف المتحدث: “أطلقت النار، اليوم، من الأسلحة الخفيفة على الفندق، حيث يوجد مقر الأمم المتحدة، وأصيب أحد الموظفين في الفندق بجراح خطيرة”.
وقال ليركيه أيضا إن “الأمم المتحدة والشركاء في المساعدات الإنسانية مستعدون لبدء إجلاء المصابين بمجرد أن تسمح الظروف بذلك”، مضيفا أن الوضع في حلب لا يزال خطيرا، حيث تحدث الاشتباكات بشكل دوري.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم إدارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق، إنغيه سيدكي، في حديث لـ”نوفوستي”، إن المنظمة ما زالت تأمل في أن يتم التوصل إلى اتفاق حول إجلاء الحالات الإنسانية من شرق حلب، وتقديم ضمانات لسلامة منفذي هذه العملية من قبل جميع الأطراف المعنية.
وأشارت سيدكي إلى أن هناك ما لا يقل عن 200 جرح ومريض لا بد من إجلائهم من المنطقة، مضيفة أن المنظمة لا تشارك في المفاوضات حول الاتفاق بهذا الشأن.
وفي وقت سابق من السبت، أفاد ناشطون سوريون بأن هدوءا نسبيا ساد الأحياء الشرقية بمدينة حلب، في اليوم الأخير من الهدنة، لكنهم ذكروا أيضا أن عمليات الإجلاء الطبية وإيصال المساعدات لم تنفذ بعد.
وكان الجيش السوري وروسيا دعتا السكان والمسلحين في شرق حلب المحاصر إلى مغادرة المدينة عبر ممرات معينة والذهاب إلى مناطق أخرى تحت سيطرة القوات المناهضة للحكومة مع ضمان سلامتهم.
فيما قال المسلحون إنهم لا يمكنهم قبول وقف إطلاق النار لأنهم يرون أنه لا يفعل شيئا لتخفيف معاناة من اختاروا البقاء في الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة في حلب، معتبرين الهدنة جزءا من سياسة حكومية لتطهير المدن من المعارضين السياسيين.
بالتزامن مع ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن المسلحين يمنعون المدنيين من مغادرة شرق حلب، فيما بثت القنوات التلفزيونية السورية لقطات لسيارات إسعاف وحافلات خضراء تنتظر في نقاط استقبال خاوية في الجزء الخاضع لسيطرة الحكومة من حلب، وقالت إنها تنتظر لنقل المدنيين والمقاتلين الذين يختارون مغادرة شرق المدينة.
وكانت الأمم المتحدة تأمل في أن يسمح وقف إطلاق النار بعمليات إجلاء طبية للحالات الحرجة من المدينة، لكنها قالت إن الافتقار إلى الضمانات الأمنية والتسهيلات تمنع موظفي الإغاثة من استغلال توقف القصف.
سيريان تلغراف