ثلاث “حروب خطرة” بانتظار الرئيس الأمريكي الجديد !
قال تقرير أمريكي إن أهم مسألة في الجدل الدائرة حول مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية يتمثل فيمن يمكن منحه الثقة كي يكون المسؤول المباشر عن إرسال الشباب الأمريكيين إلى الحرب.
وقال تقرير لمجلة “المصلحة القومية” الأمريكية أن الأمريكيين سيستيقظون في 9 نوفمبر/تشرين الثاني على انتخاب رئيس جديد لبلادهم، وسيان كان كلينتون أو ترامب فالرئيس الأمريكي الخامس والأربعون سيرث عالما يتزايد تعقيدا وغموضا، ولن يعدم حيلة مستشارون من داخل وخارج “البيروقراطية الأمنية” الذين سيحاولون إقناع الرئيس الجديد، القائد العام للقوات المسلحة الأمريكية، بالمشاركة بنشاط أكبر في النزاعات التي فشل الرئيس أوباما في وقفها أو تلك التي تطورت إلى الأسوأ.
ولفتت المجلة إلى أن المحافظين الجدد “العاطلون” في مراكز الفكر الرئيسة مثل معهد إنتربرايز ومعهد بروكينجز ومجلس العلاقات الخارجية، سيفرجون عن قائمة وثائق سياسية حول النزاعات التي على واشنطن أن تبدأ النظر إليها بجدية أكبر وحول البلدان التي تتطلب اهتماما عاجلا.
وخلص التقرير إلى أن ثلاثة نزاعات ستبقى على حالها تقريبا في 20 يناير/كانون الأول 2017، مضيفا أنه من الأجدى التفكير مليا، بغض النظر عمن سينتخب في أعلى منصب، قبل تخصيص موارد عسكرية إضافية، والمزيد ليس بالضرورة أفضل!
وتناولت المجلة في معرض حديثها عن الصراعات التي ستحتاج إلى قرار من الرئيس الأمريكي الجديد، ثلاث حروب، هي تلك المشتعلة في سوريا، والنزاع في أوكرانيا، والحرب في اليمن.
وبشأن الحرب في سوريا، قالت المجلة إن منطقة الحظر الجوي، والممرات الإنسانية والمناطق الآمنة للاجئين داخل سوريا، والغارات على القواعد الجوية السورية جميعها أدرجت كخيارات يمكن للإدارة الأمريكية اتخاذها لمساعدة المعارضة على استعادة الأراضي التي فقدتها ووقف تضعضعها.
وأشارت إلى أن تيم كين، ومايك بنس نائبا مرشحي الانتخابات الرئاسية كلاهما ساند إقامة منطقة إنسانية آمنة في سوريا من شأنها أن تمنع حركة الطائرات السورية والروسية هناك، مشددة على أن جميع هذه الخيارات يمكن أن تفتح صندوق باندورا (صندوق في أسطورة إغريقية خرجت لدى فتحه كل الشرور وحين أغلق لم يبق فيه إلا الأمل)، وتتسبب بالمزيد من العنف والعجز والتنافس المحموم بين واشنطن وموسكو، بصورة لم يسبق لها مثيل!
ووصف التقرير الأمريكي الحرب في سوريا بأنها إحدى أفظع الكوارث الإنسانية في عالم اليوم، مشددة من جانب آخر على أن أي عمل عسكري أمريكي ضد الحكومة السورية قد يثير الروس إلى حد التسبب في اندلاع مستوى جديد من الحرب.
وبالنسبة للنزاع في أوكرانيا، أكدت المجلة أنه بغض النظر عما حدث فللروس مصالح وطنية في هذا الجزء من العالم، لافتة إلى أن انهيار حكومة فيكتور يانوكوفيتش واستبدالها بأخرى موالية للغرب ومعادية لروسيا، جعل الكيل يطفح، وخاصة أن موسكو وجدت نفسها أمام تهديد انضمام دولة أخرى على حدودها إلى حلف الناتو، مشددة على ضرورة فهم هذه الحقيقة جيدا في الولايات المتحدة وأوروبا.
وأشارت إلى الخطط الأمريكية بشأن إرسال أسلحة فتاكة إلى الحكومة الأوكرانية، مشيرة إلى أن ذلك سيدفع روسيا إلى الرد في ساحة المعركة، مضيفة أن سياسة كييف تسبب الكثير من المتاعب، وستسبب الأسلحة الأمريكية إثارة عداء الروس وربما إشعال صراع هو الآن منخفض الدرجة نسبيا.
وبشأن اليمن، قالت المجلة إن الحرب الأهلية في هذا البلد الأفقر في العالم العربي تسببت في مقتل ما يقارب من 10 آلاف شخص خلال عام ونصف، لافتة إلى أن واشنطن تدعم السعودية حليفها الاستراتيجي في المنطقة وتبيع لها أسلحة بمليارات الدولارات وتزود طائراتها بالوقود في الجو بالإضافة إلى الدعم الاستخباراتي في هذه الحرب.
ووصف التقرير الحوثيين بأنهم مليشيا مدعومة من إيران، أطاحت بحكومة ديمقراطية معترف بها دوليا بقوة السلاح، مشيرا في نفس الوقت إلى أن الحرب التي يقودها التحالف العربي بقيادة السعودية تسببت في وقوع خسائر في صفوف المدنيين، مضيفا أن قصف المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى والموانئ يبدو متعمدا لجعل الحياة في مناطق سيطرة الحوثيين لا تطاق.
وأكدت المجلة أن الدعم الأمريكي خلال عام ونصف من الحرب في اليمن لم يحدث نتائج حاسمة في الصراع، الذي قالت إن خريطته استقرت بتحقيق القوات الموالية للحكومة مكاسب قليلة، وعاصمة البلاد لا تزال تحت سيطرة المتمردين، فيما تواصل الولايات المتحدة بيع الأسلحة للسعودية وتقديم الدعم الجوي للتحالف، وهي بذلك تسهم في إراقة الدماء وتشجع الرياض والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على مواصلة القتال عوضا عن التفاوض.
ورجح التقرير أن تطلب السعودية من الرئيس الأمريكي الجديد الحفاظ على الوضع الحالي ما يعني المليارات من الدولارات في عقود دفاعية أكبر والحماية في مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان، مضيفا أن على كلينتون أو ترامب (من سيصبح منهما رئيسا) مقاومة هذه الدعوات ووقف التدخل العسكري في حرب أهلية طائفية لا علاقة لها بالأمن القومي ولا بمكافحة إرهاب القاعدة باليمن.
وخلصت المجلة إلى أن العالم سوف يتغير خلال الأربعة أشهر المقبلة، ويمكن أن تتغير بعض هذه الصراعات مع الزمن، وإلا فعلى القائد العام المقبل للقوات المسلحة الأمريكية أن يكون حكيما وحصيفا لمقاومة قرع طبول الحرب المتواصل، وكي لا نجعل من المشكلات الخطرة أكثر خطورة.
سيريان تلغراف