إيزفيستيا : لن يصمد المسلحون في حلب شهرا واحدا
تطرقت صحيفة “إيزفيستيا” إلى النجاحات الأخيرة التي تحرزها القوات الحكومية؛ مشيرة إلى أنها تسمح بالقول بقرب تطهير عاصمة سوريا الصناعية من الإرهابيين.
جاء في مقال الصحيفة:
رجح اللواء السوري المتقاعد يحيى سليمان، في تصريح إلى “إيزفيستيا”، أن يتم تطهير مدينة حلب من الإرهابيين خلال بضعة أسابيع.
وأضاف بتفاؤل حذر أن الجيش أحرز في الفترة الأخيرة نجاحات جدية في محاربة الإرهابيين في مدينة حلب. وهذا يعني أن تحرير المدينة بالكامل سيتطلب على الأرجح بضعة أسابيع.
ويذكر أن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري كان قد أشار في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي إلى أن السلطات السورية ستستعيد سيطرتها الكاملة على مدينة حلب.
وأضاف أن “في سوريا لدينا عاصمتان دمشق وحلب. وأنا اريد أن أعلن أمام الجميع، أننا سنستعيد كامل سيطرتنا على حلب”؛ مشيرا إلى أن العملية العسكرية بدأت “استنادا إلى مسؤوليتنا الدستورية بحماية الشعب من المجموعات الإرهابية المسلحة التي هي سبب مآسي ومعاناة سكان حلب”.
وأضاف الجعفري أن الإجراءات اللازمة اتخذت لضمان حماية المدنيين، حيث “طلبنا منهم عدم الاقتراب من مواقع الإرهابيين والاهتمام بأمنهم واحتياجاتهم الشخصية”.
وكان الجيش الحكومي السوري قد أحكم الطوق حول حلب في شهر يوليو/تموز الماضي. وإضافة إلى فرض سيطرته على ضواحي المدينة تمكن من السيطرة على الأحياء الغربية لحلب. ومنذ ذلك الحين، يحاول الإرهابيون المرابطون خارج المناطق المحاصرة فك الحصار.
ففي شهر أغسطس/آب الماضي، أفادت أنباء بنجاحهم في محاولتهم، ولكن دمشق فندت هذه الأنباء؛ مشيرة إلى أنهم تمكنوا من اختراق الحصار فترة زمنية قصيرة، لأن الطريق الذي استخدموه كان تحت مرمى القوات السورية، لذلك تم إحكام الطوق ثانية وبسرعة.
وقد توقفت العمليات العسكرية فور الإعلان عن الاتفاق الروسي–الأمريكي بشأن الهدنة، الذي بدأ سريان مفعوله يوم 12 سبتمبر/أيلول الجاري. ولكن وزارة الدفاع الروسية رصدت عشرات الانتهاكات اليومية للاتفاق من جانب ما يسمى “المعارضة المعتدلة”. ومع ذلك واستنادا إلى الاتفاق الروسي–الأمريكي أوقفت القوات السورية إطلاق النار وبدأت بسحب الآليات والأفراد من بعض مناطق المدينة.
وقد أعلنت دمشق لاحقا أن الإرهابيين استغلوا فترة وقف إطلاق النار لإعادة تجميع صفوفهم والبدء بهجوم واسع على مواقع القوات الحكومية، الذي تمكنت من صده. ومع ذلك فقد أكدت دمشق استعدادها لمراعاة اتفاق الهدنة.
غير أن المعارضة لم تعلن استعدادها لمراعاة الاتفاق. وبالنظر إلى هذا، استأنفت القوات الحكومية السورية يوم 22 سبتمبر/أيلول الجاري عملياتها العسكرية لتحرير الأحياء الشرقية لمدينة حلب.
وقد أكد الخبير العسكري السوري اللواء حسن حسن في حديث إلى “إيزفيستيا” أن تحرير الأحياء الشرقية للمدينة من الارهابيين ليس صعبا. ومع ذلك، فإن القوات الحكومية تواجه عراقيل تسبب بطء تقدمها.
واضاف أن المشكلة لا تتمثل في ألوف الإرهابيين المحاصرين في هذه الأحياء، بل باستمرار عدد من الدول في تقديم الدعم لهم. فإمدادات الأسلحة مستمرة من تركيا، ولا تقتصر على الأسلحة الخفيفة، بل تتضمن قاذفات صاروخية وآليات مدرعة ودبابات. وإضافة إلى هذا، فعندما يصبح وضع الإرهابيين حرجا، تبدأ عمليات هجومية في مناطق أخرى من سوريا وخاصة في الجنوب. والآن اضيفت إليها هجمات دير الزور.
وعموما، تصطدم حاليا مسألة تحرير حلب ومناطق سوريا الأخرى بمشكلة واحدة: من الضروري توقف الممولين الخارجيين عن توريد السلاح إلى الإرهابيين وعدم تقديم المساعدات لهم.
سيريان تلغراف