كومسومولسكايا برافدا : من يحارب من في سورية وضد من ؟
نشرت صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” مقالا عن الأطراف المتنازعة في سوريا، مشيرة إلى مصلحة كل طرف منها في المنطقة.
جاء في مقال الصحيفة:
أعلنت تركيا عمليتها الموجهة ضد الإرهاب لمحاربة “داعش”، في حين أن قسما من المسلحين انضووا تحت راية المعارضين لدمشق. وهذا الأمر خلط ميزان القوى في سوريا التي تشهد حربا أهلية.
فقد تحولت سوريا اليوم إلى ميدان للرمي، يشارك في صراعه المميت أكثر من عشرة أطراف، تعدُّ بعضها هذا الصراع بروفة لحرب عالمية ثالثة. ولكي يسهل فهم ما يجري في سوريا، يقسم الخبراء شرطيا المتصارعين إلى من هم ضد السلطات السورية، وإلى من هم ضد الإرهابيين وإلى جانب السلطات السورية، وإلى من هم ضد السلطات السورية وضد الإرهابيين.
يقول مدير مركز دراسة بلدان الشرق الأوسط وآسيا الوسطى سيمون باغداساروف: “طبعا يشبه هذا بروفة لحرب عالمية ثالثة. ففي أجواء سوريا تحلق الطائرات الحربية العائدة إلى بلدان مختلفة وتهاجم مواقع قريبة بعضها من بعض: روسيا، الولايات المتحدة وحلفائها، الأتراك. وفي أي لحظة يمكن أن يحدث أي شيء، حيث إن أي حادث عسكري يمكن أن يتطور إلى مواجهة عالمية. والحرب ستبقى مستمرة لسنوات طويلة، وأعتقد في النهاية أن سوريا لن تستفيد بشيء”.
ويشير الخبير العسكري أنطون مارداسوف إلى أن توغل تركيا في سوريا غير فعلا الوضع السائد، فقد كان هناك قبل ذلك ائتلاف موال لسوريا يقاتل ضد المسلحين في المدن الكبيرة. وفيما بعد شكل الأمريكيون في شمال سوريا قاعدة لمحاربة الأسد. أما الأتراك فينشئون منطقة عازلة. وفي حين أن الأكراد لن يحصلوا على منطقة موحدة، فإن “داعش” سيستمر في المقاومة “رغم اعتقادي بأن أيامه أصبحت معدودة”؛ لأن الجميع، بما في ذلك روسيا والتحالف الغربي، على ما يبدو اتفقوا على القضاء على “داعش”.
أما المستشرق سعيد غفوروف، فيقول إن “موقف الحكومة السورية الرسمية متزن وسوف يستمر كذلك إلى حين نضوب أموال ممولي الحرب “المملكة السعودية وقطر”. وهذا سيحصل لأن أسعار النفط المصدر الرئيس لوارداتهم انخفضت منذ فترة طويلة. وبقية الأمور ثانوية، فالحرب ستتوقف عندما تتفق القبائل داخل سوريا، لأن التوصل إلى حلول وسطية أمر وارد. لذلك علينا أن ننسى مسألة الحرب العالمية الثالثة، لأنه ليس من مصلحة أي طرف نشوبها”.
سيريان تلغراف