قراءة في السلاح الذي أسقط حوامة الـ”مي 8″ الروسية
بات من الواضح أن التنظيمات الإرهابية في سوريا تعتمد على ترسانة متطورة من الأسلحة وصلت إلى حد امتلاك الصواريخ المضادة للطائرات، والتي يرجح أنها استعملت في إسقاط المروحية الروسية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أكدت أن إسقاط الحوامة كان من مناطق تسيطر عليها بالأساس جبهة النصرة الإرهابية وبعض الفصائل الأخرى.
كما أفادت قناة “لايف” الروسية أن إسقاط مروحية “مي-8” الروسية فوق سوريا تم فوق مواقع تنظيم “جيش الفتح” بواسطة أنظمة مضادة للجو متنقلة.
ونقلت القناة عن مراسلها في سوريا قوله إن المروحيات الروسية تحلق فوق هذه المنطقة على ارتفاع 4.5 كيلومتر، ما يعرضها لهجمات من قبل الإرهابيين الذين يحصلون على أسلحة متطورة.
وأوضحت وزارة الدفاع أن المروحية أسقطت في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم في اللاذقية بعد إيصال مساعدات إنسانية إلى مدينة حلب.
وأسلحة الدفاع الجوي المحمولة أو الأنظمة المضادة للجو التي تطلق من الكتف، عادة ما تكون أسلحة موجهة وتشكل تهديدا للطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، وخاصة طائرات الهليكوبتر.
واستخدمت هذه الصواريخ على مدى العقود الثلاثة الماضية، في الصراعات العسكرية، كما استخدمتها المنظمات والمجموعات الإرهابية ضد الجيوش الرسمية.
تجدر الإشارة إلى وجود خمس وعشرين دولة بما في ذلك الولايات المتحدة تنتج أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف، علما بأن حيازة وتصدير والاتجار بهذه الأسلحة رسميا، أشياء تخضع للقضاء وذلك بسبب الخطر الذي تشكله مضادات الجو على الطيران المدني، لكن هذه الجهود لم تكن دائما ناجحة.
وتتكون الصواريخ المحمولة من صنفين؛ الأول غير موجه والثاني موجه بالأشعة تحت الحمراء. الأولى وهي الصواريخ المضادة للدبابات ويتم إطلاقها مباشرة على الهدف بواسطة التصويب المعتاد وصممت لأول مرة في ألمانيا النازية عام 1944 وتم إيقاف إنتاجها بانتهاء الحرب العالمية الثانية.
وبعد الحرب العالمية الثانية صمم الاتحاد السوفييتي منها مثل القاذف الصاروخي 7 ولكن تم التخلي عنه بعد ذلك لصالح الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء التي صممت لتتبع مصدر الحرارة على متن الطائرات وعادة ما يكون عمود عادم المحرك وتفجير الرؤوس الحربية في أو بالقرب من مصدر الحرارة لتعطيل الطائرات.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الصواريخ تستخدم التوجيه الذاتي السلبي، مما يعني أنها لا تتسبب في انبعاث إشارات للكشف عن مصدر الحرارة، الأمر الذي يجعل من الصعب اكتشافها من قبل الطائرات المستهدفة لاستخدام مضاد لها.
ومنذ عام 2012 كثر الطلب على الصواريخ المحمولة على الكتف في سوريا وتحديدا لمسلحي الجماعات المختلفة، ووقع الكثير منها نتيجة الاقتتال فيما بينها بأيدي الجماعات الإرهابية وفق الاعتراف الدولي، وازدادت حدة المطالب بتوفير هذه الصواريخ عام 2016 للمعارضة السورية المسلحة.
وفي ما يلي نماذج من الصواريخ المضادة للطائرات:
الصاروخ الأمريكي ستينغر
أشهر الصواريخ المضادة للطائرات، يحمل على الكتف، وارتبط في الذاكرة بالحرب الأفغانية ضد السوفيات، حيث كان السلاح الأبرز الذي ساعد، إلى جانب عوامل أخرى، على طرد السوفيات بعد سنوات من الحرب على الأراضي الأفغانية.
وبدأ تطوير الصاروخ عام 1972، ويحتوي على جهاز للتعارف يطلق عليه IFF، وجهاز مضاد للإجراءات الإلكترونية المضادة ECCM والإجراءات المضادة العاملة بالأشعة تحت الحمراء IRCM.
يبلغ طول ستينغر 1.52 متر بقطر يبلغ سبعين مم، ويبلغ وزنه 15.7 كغ، ومداه يصل إلى 5 كم بارتفاع 4800 متر، ويبلغ وزن الرأس الحربي للصاروخ 3 كغ وهو مزود بصمام تقاربي، أما سرعته فتفوق سرعة الصوت، ويعمل نظام الدفع في المحرك الصاروخي بالوقود الصلب، مع معزز منفصل للمرحلة الأولى من المسار.
الصاروخ الصيني FN-6
صاروخ صيني من أهم الأسلحة المحمولة على الكتف، متخصص في استهداف الأهداف ذات الطيران المنخفض بمدى يصل إلى نحو 6 كم، وارتفاع 3.5 كم فيما يبلغ وزنه نحو 16 كغ.
تستخدمه دول عديدة بينها السودان وبيرو وماليزيا، وظهر أف أن 6 (FN6) في أيدي بعض من كتائب المعارضة المسلحة في سوريا.
تحذيرات موسكو
حذرت روسيا مرارا وتكرارا من إمداد المعارضين السوريين بصواريخ مضادة للطائرات تحمل على الكتف، قائلة إن مثل هذه الخطوة ستعرض الأمن في منطقة الشرق الأوسط وغيرها من المناطق للخطر.
وقالت الخارجية الروسية في شهر فبراير/شباط 2014 في بيان إنها تشعر بـ “قلق بالغ” من الأنباء بأن السعودية تعتزم شراء صواريخ أرض جو تحمل على الكتف وأنظمة صواريخ مضادة للدبابات مصنوعة في باكستان لتسليح معارضين سوريين متمركزين في الأردن.
يأتي الرد الروسي بعد أن أفاد تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال أفاد بأن السعودية عرضت تزويد المعارضة السورية بأنظمة دفاع جوي صينية الصنع وصواريخ موجهة مضادة للدبابات.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير دعا في 2 مايو/أيار 2016، إلى تزويد المعارضة السورية المسلحة بجميع الأسلحة التي تحتاجها بما فيها أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف.
وقال الجبير خلال مؤتمر صحفي في جنيف، “اعتبرنا دائما أنه من الضروري توفير الحد الأقصى من السلاح الفتاك للمعارضة السورية، وسوف نستمر بالدعوة لذلك”.
وحول تخوف البعض من أن تقع مثل هذه الأسلحة المضادة للطائرات في أيدي الإرهابيين، قال الجبير إن الجميع يتقاسمون هذا التخوف، مؤكدا أن لمثل هذه الحالات إجراءات أمنية يمكن تطبيقها للحد من هذا التخوف.
وأوضح الجبير أن التحالف الدولي هو الجهة التي يجب أن تزود المعارضة بالأسلحة وليس دول بعينها.
سيريان تلغراف