إيزفيستيا : من جديد آثروا الحرب على الحوار لتسوية الأزمة السورية
تناولت صحيفة “إيزفيستيا” نتائج المفاوضات في جنيف بين ممثلي روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، مشيرة إلى أنها لن تدفع إلى استئناف الحوار السوري – السوري.
جاء في مقال الصحيفة:
قال مصدر مطلع لـ “إيزفيستيا” إن روسيا أصرت على تحديد نهاية أغسطس/آب موعدا نهائيا لاستئناف الحوار السوري – السوري، خلال المفاوضات التي جرت في جنيف بين ممثلي روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، يوم 26 يوليو/تموز الجاري، بشأن إمكانية استئناف الحوار بين أطراف النزاع في سوريا.
وأضاف المصدر أنه لم يتم التوصل خلال هذه المفاوضات إلى تقدم ملحوظ مع الولايات المتحدة، بسبب اختلاف موقف ممثلي الخارجية والبنتاغون والأجهزة الأمنية الأمريكية بشأن تسوية الأزمة السورية، والتعاون مع روسيا في هذه العملية.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا قد أعلن أن الجولة الجديدة للمفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة قد تُستأنف بعد شهر. وقال إن “هدفنا هو استئناف الجولة الثالثة للحوار السوري – السوري قبل نهاية شهر أغسطس/آب”.
من جانبه، أعلن نائب وزير خارجية روسيا ورئيس وفدها إلى المفاوضات غينادي غاتيلوف أن موعد الجولة الجديدة للحوار السوري – السوري يتوقف على اتفاق روسيا والولايات المتحدة على الوثائق الخاصة بالتعاون في محاربة “جبهة النصرة”.
أما ما يتعلق بعقد الجولة التالية، فإننا “ننطلق من ضرورة التعجيل في عقدها. ودي ميستورا معني بذلك، ولكنه لم يحدد الموعد بصورة نهائية”. والأمر مرتبط بسرعة توصل الخبراء العسكريين الروس والأمريكيين إلى اتفاق على الوثائق التي يتفاوضون بشأنها حاليا، والتي تتناول أماكن “جبهة النصرة” وتحديد مواقعها بهدف تنظيم عمل مشترك وفعال في مكافحتها.
وقد استمر لقاء جنيف نحو خمس ساعات.
واستنتج الدبلوماسي السابق والمستشرق فياتشيسلاف ماتوزوف من البيان الختامي، الذي صدر عقب انتهائه، بأن الأطراف المشاركة فيه لم تتوصل إلى أي اتفاق. ولا يرى ماتوزوف مع ذلك ما يمنع دي ميستورا من استئناف الجولة الثالثة للمفاوضات.
والمهم هنا هو أن يدعو دي ميستورا الأطراف المعنية كافة إلى الاجتماع في موعد محدد. فغالبية الأطراف مستعدة عموما لاستئناف المفاوضات. والمشكلة الوحيدة تكمن في “مجموعة الرياض”، التي ترعاها الولايات المتحدة. هل ستشارك أم لا؟ هذا ما سيوضح موقف واشنطن من تسوية الأزمة السورية. غير أنه أصبح واضحا أن واشنطن بدأت تشدد موقفها بشأن تسوية الأزمة السورية. وهذا ما تشير إليه تصريحات وزير خارجية المملكة السعودية عادل الجبير، التي كانت في الواقع نقلا لموقف الولايات المتحدة، وتضمنت رحيل الأسد. وافترض ماتوزوف أن يوصل هذا الموقف الجانب الأمريكي إلى طريق مسدود.
وأشار ماتوزوف إلى زيارة الرئيس التركي رجب أردوغان المنتظرة إلى روسيا يوم 9 أغسطس/آب المقبل؛ حيث سيسبق هذه الزيارة الإعلان عن عدد كبير من المشروعات الاقتصادية المشتركة والاستعداد لفتح المنتجعات التركية أمام السياح الروس. وهذا يعني التحضير لاتفاقات سياسية محددة.
وتوقع الخبير أن تشمل قبل كل شيء غلق الحدود التركية – السورية وبالتالي وقف تدفق الأسلحة والمواد الغذائية والمسلحين. ويرجح أن يكون الاتفاق قد تم على هذه المسألة عمليا. وإذا ما أُغلقت الحدود، فإن المعارضة وأسيادها الأمريكيين سيخسرون عمليا الحرب السورية. وفي هذه الحالة، إذا استؤنفت مفاوضات جنيف بنهاية أغسطس/آب، فلن تكون للولايات المتحدة والموالين لها أرضية تسمح لهم بإملاء شروطهم.
هذا، ويذكر أن الجولة السابقة للمفاوضات جرت في شهر أبريل/نيسان الماضي، وانتهت بانسحاب “مجموعة الرياض” لعدم رغبتها في الاستمرار في هذا الحوار.
سيريان تلغراف