ارغومينتي أي فاكتي : بقدر ما يكثر عدد الإرهابيين المقتولين في سورية، يقل عدد العائدين منهم إلى روسيا
نشرت صحيفة “ارغومينتي أي فاكتي” مقالا بقلم رئيس مركز المعلومات السياسية أليكسي موخين عن دور العملية العسكرية الروسية في سوريا في وقف انتشار التهديدات الارهابية في العالم.
جاء في المقال:
إن ازدياد نشاط المجموعات المسلحة غير الشرعية الموالية لـ “داعش” تؤكده الأحداث التي وقعت مؤخرا في شمال القوقاز، حيث تمت في داغستان خلال ليلة واحدة تصفية 8 إرهابيين، كان في حوزتهم قنبلة يدوية الصنع، وكمية كبيرة من الذخائر.
ووفق معلومات الاستخبارات العسكرية الروسية، فعلى الرغم من النجاحات التي تحققها العمليات الحربية الروسية في سوريا في القضاء على الإرهابيين من مواطني الجمهوريات السوفيتية السابقة (أكثر من 2000 إرهابي)، فإن نحو 400 إرهابي تمكنوا من العودة إلى روسيا، وبدأوا يحضرون للقيام بأعمال ارهابية. ويعود سبب عجز الأجهزة الأمنية عن اكتشافهم عند عودتهم، إلى انقسامهم إلى مجموعات، وانتشارهم في أرجاء مختلفة من روسيا. أي لم يعودوا يتجمعون في شمال القوقاز كما كان الحال سابقا.
وإن تفعيل نظام عمليات مكافحة الإرهاب في جميع أنحاء روسيا وتنفيذ عمليات خاصة، يسمح بسيطرة شبه كاملة على نشاطاتهم. ولكن، يجب الأخذ بالاعتبار أن الذين أسسوا “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية على المساحات الممتدة من أفغانستان إلى شمال إفريقيا، يستمرون في الحفز على تشكيل مجموعات جديدة باستمرار. علما أن هذه المجموعات تعمل تحت غطاء ما يسمى بـ “الائتلاف الغربي الواسع”. فمثلا، كانت تركيا التي تشترك في هذا الائتلاف، تقدم قبل حين لجرحى هذه المجموعات المساعدات الطبية اللازمة، وعلى أرضها يقوم “داعش” بحل مشكلاته التجارية والمالية كافة. كما أن هناك بلدانا عربية تقوم بالدور التركي نفسه.
إن العامل الخارجي يلعب دائما دورا مهما في تفعيل النشاطات الإرهابية عشية الأحداث المهمة، بمشاركة القيادة الروسية أو منتديات غربية صرفة. لذلك على وسائل الاعلام أن تعكس هذه النشاطات، والتشديد على أهمية القرارات التي تتخذها، بهدف دفع المشاركين في العملية في الاتجاه الملائم للمؤثرين الخارجيين.
من هنا، يظهر أن هذه القمة أو تلك اللقاءات على أعلى المستويات لا تجري وفق المزاج المفروض، وأحيانا خارج جدول الأعمال المقرر من قبل منظميها.
وبالطبع، فإن “عشاق الجعة البافارية” يشجبون العمليات التي تنفذها القوات الجو-فضائية الروسية في سوريا، بحجة أن المجموعات المسلحة غير الشرعية مستعدة للانتقام من هذه العمليات على أراضي روسيا نفسها وليس في سوريا فحسب. ولكن، من الواضح جدا أن العمليات العسكرية على أرض أجنبية تفيد في حل المشكلات بكفاءة أكثر من التي تجري على أرض الوطن، وهذا ما “تؤكده تجارب البلدان المتحاربة”.
أي أنه كلما كثر عدد الإرهابيين الذين تتم تصفيتهم في سوريا وليبيا والعراق، قل عدد الذين يعودون إلى روسيا، على الرغم من أن بعضهم قد عاد فعلا.
لذلك، يجب الوقوف بوجه الذين يعودون إلى روسيا بعد أن تدربوا على القتل وعلى تجنيد أنصار جدد، ليس فقط من قبل الأجهزة الأمنية وقوات حفظ الأمن والقوات العسكرية، بل بتوحيد أنشطة المجتمع الروسي ايضا.
سيريان تلغراف