الصحف العالمية

موسكوفسكي كومسوموليتس : الأهداف الحقيقية لزيارة وزير الدفاع الروسي إلى سورية

على خلفية تصريحات شديدة اللهجة للخارجية الأمريكية حول قضية سوريا قام وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بزيارة مفاجئة إلى البلاد حيث التقى الرئيس بشار الأسد وتفقد قاعدة حميميم الروسية.

وجاءت هذه الزيارة فور توجيه واشنطن اتهامات سافرة لدمشق بخرق نظام وقف الأعمال القتالية، الذي تم فرضها بسوريا، في فبراير/شباط من العام الجاري، وعلى خلفية التقارير التي تحدثت عن توقيع أكثر من 50 موظفا بالخارجية الأمريكية على وثيقة دعوا فيها الرئيس باراك أوباما إلى إطلاق حملة عسكرية ضد القوات الموالية لبشار الأسد.

وزير-الدفاع-الروسي-سيرغي-شويغو-يلتقي-في-دمشق-الرئيس-السوري-بشار-الأسد

وحول الأهداف الحقيقية لزيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى سوريا ولقائه الرئيس بشار الأسد، قال الخبير الروسي سيرغي دولغوف، كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية التابع لمعهد الاستشراق بأكاديمية العلوم الروسية، في حديث لصحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس”: “أصبحت هذه الزيارة لوزير الدفاع الروسي مفاجئة بالنسبة إلى الخبراء، وذلك رغم قيامه بزيارات إلى سوريا من وقت إلى آخر، لكن هذا اللقاء مع الأسد مهم، وبالطبع هو مرتبط، من جهة بمذكرة موظفي الخارجية الأمريكية، الذين طالبوا سلطات الولايات المتحدة باتخاذ خطوات أكثر حزما ضد الجيش الحكومي السوري، ومرتبط، من جهة أخرى، بشكاوى الولايات المتحدة من أعمال القوات الجوية الفضائية الروسية”.

وتابع الخبير الروسي: “أعتقد أن شويغو وصل إلى سوريا من أجل أن يحدد على الأرض ما هو مسار عمليات القوات الجوية الفضائية الروسية وما هي الأوضاع في سوريا”.

وأضاف دولغوف أن الهدف الآخر لزيارة وزير الدفاع الروسي إلى سوريا تمثل بتفقد سير عملية توقيع الاتفاق حول وقف إطلاق النار مع المجموعات المسلحة التي تعمل ضد قوات بشار الأسد ولا تعد في الوقت ذاته راديكالية.

من جانب أخر، توقف دولغوف عند التركيز الغربي الكبير على الدور الروسي في سوريا، معيدا إلى الأذهان أن وحدات “قوات سوريا الديمقراطية” التي تتكون أساسا من المقاتلين الأكراد، تواصل هجومها على مدينة الرقة، أكبر معاقل تنظيم “داعش” في سوريا، وذلك بدعم من قبل الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية الأخرى.

وأشار الخبير الروسي إلى أن هذه التطورات بالإضافة إلى التصريحات القاطعة للخارجية الأمريكية تدل بوضوح على أن “الغرب قام في سوريا بتكثيف أنشطته التي تهدف بالدرجة الأولى إلى تغيير النظام الرسمي”.

وأكد دولغوف في هذا السياق أن “زيارة شويغو كانت تهدف إلى استطلاع الأوضاع على الأرض ومعارضة مساعي” شركاء روسيا الغربيين.

كما أشار دولغوف إلى أن تصعيد التوتر بين موسكو وواشنطن نجم أيضا عن التصريحات التي أدلى بها مؤخرا البنتاغون واتهمت القوات الجوية الفضائية الروسية بتوجيه ضربات إلى مواقع مجموعات المعارضة السورية المعتدلة بمدينة التنف في 16 يونيو/حزيران.

وتعليقا على هذه الاتهامات، قال الخبير الروسي: “من الصعب للغاية أحيانا الفصل بين مجموعات متطرفة وغير متطرفة… عسكريا، تقع هذه المجموعات أحيانا قريبا جدا من بعضها البعض، وأحيانا المجموعة، التي وقعت الاتفاقية، وبعد هذا تقوم بخرقها وتعمل تحت اسم آخر، تشكل تحالفا مع مجموعات راديكالية، وبعد ذلك تخرج منه. في هذه الظروف، من المحتمل أن يتم توجيه ضربات مماثلة، ولاحظتُ عندما كنت في سوريا أن بعض المجموعات تستخدم هذا التكتيك، ويعمل أحيانا بعض القادة الميدانيين بصورة مستقلة”.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock