نيزافيسيمايا غازيتا : “داعش” يتبدد أمام الأنظار
تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى أوضاع الشرق الأوسط غير المستقرة، وإلى فرار العديد من مسلحي “داعش” من جبهات القتال، مشيرة إلى أن هذا يعني نهاية “دولة الخلافة”.
جاء في مقال الصحيفة:
الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط تبقى غير مستقرة. ففي تركيا وقعت عملية إرهابية جديدة، وفي العراق تستمر المعارك لتحرير مدينة الفلوجة التي يتخندق فيها المجاهدون، وفي سوريا دخلت القوات الحكومية محافظة الرقة، وتستعد لاقتحام إحدى “عاصمتي داعش”. ولكن وسائل الإعلام الغربية تشير إلى أن “داعش” يتكبد خسائر كبيرة ليس فقط في جبهات القتال، بل نتيجة الفرار الجماعي لمسلحيها.
في هذه الأثناء، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية الإرهابية، التي وقعت في اسطنبول، وأودت بحياة أكثر من عشرة أشخاص وجرح عدد آخر، رغم أن الأجهزة الأمنية التركية تتهم الأكراد بتنفيذها.
وإذا كانت تركيا تدرج الأكراد في قائمة الإرهابيين، فإنهم في سوريا يشكلون إحدى القوى المدعومة دوليا؛ لأنهم يحاربون “داعش” بنجاح. وهم بالذات يشكلون العمود الفقري لاتحاد الميليشيات السورية التي بدأت في الأسبوع الماضي هجومها على مدينة الرقة. ويضم اتحاد “القوى الديمقراطية السورية” فصائل كردية وعربية.
وأكثر من هذا، فدمشق تتهم تركيا بدعمها للمجموعات الإرهابية التي تقاتل في سوريا. وقد وعد الرئيس السوري بشار الأسد بوقف أردوغان الذي ينوي الاستيلاء على حلب و”تنفيذ مشروعه الإسلامي”. وقال في خطابه أمام نواب مجلس الشعب إن “حلب ستكون مقبرة لأحلام هذا السفاح”.
ويذكر أن القوات الحكومية سيطرت على مركز مواصلات استراتيجي في محافظة الرقة.
أما في العراق، وكما تشير صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن وضع “داعش” أفضل بعض الشيء؛ حيث تحاصر القوات العراقية الفلوجة وتستعد لاقتحامها. ويحتمل وجود حوالي 50 ألف مواطن مدني في الفلوجة حاليا، بينهم 20 ألف طفل، والذين يستخدمهم جميعا مسلحو “داعش” دروعا بشرية. ويحاول سكان المدينة من جانبهم الخروج من المدينة، بواسطة قوارب بدائية وطوافات عبر نهر الفرات، خوفا من المعارك المرتقبة، لكن بعضهم يغرق في مياهه.
وتفيد صحيفة “وول ستريت جورنال”، استنادا إلى ممثلي ست سفارات في تركيا، بأن مسلحي “داعش”، خوفا من الانتصارات التي تحققها القوات الحكومية، وخيبة آمالهم بدولة “الخلافة”، يفرون على شكل مجموعات من صفوف “داعش”. وتشير الصحيفة إلى أن هؤلاء يتوجهون إلى سفارات وقنصليات بلدانهم في أنقرة واسطنبول لإصدار جوازات سفر جديدة بدلا من جوازاتهم “المفقودة” أو “المسروقة” وإعادتهم إلى بلدانهم. فبلغ مثلا عدد الفرنسيين الذين طلبوا المساعدة من السفارة الفرنسية حوالي 150 شخصا، ونفس الشيء يفعله مواطنو دول أوروبية أخرى.
في حين أن الأجهزة الأمنية التركية تعتقل هؤلاء وتستجوبهم، ولن يتم تسليمهم إلى سفارات بلدانهم قبل مضي شهر على اعتقالهم.
ويشير الخبراء إلى أن هؤلاء تستقبلهم بلدانهم ببرود. وفي هذا الصدد، تقول بولينا زيمسكوفا، أستاذة القانون الدولي في الجامعة الروسية للعلوم الإنسانية، إن “التشريعات القانونية تنظر في هذه البلدان المسؤولية الجنائية عن المشاركة في المنظمات الإرهابية. وإذا لم يخضع هؤلاء لإجراءات خاصة، فإنهم سيحالون إلى القضاء. ومن الممكن أن يؤخذ فرارهم من “داعش” وندمهم وتعاونهم مع الجهات الأمنية بالاعتبار في تخفيف العقوبات التي يستحقونها”.
وتضيف زيمسكوفا أن إثبات جرمهم هو من مسؤولية هيئات معينة مثل الاستخبارات، التي يجب أن تكون لديها معلومات عن مواطني بلدانهم، وعن تنقلات الذين قرروا الانضمام إلى المنظمات المحظورة.
من جانبها، تشير وكالة “فارس” الإيرانية إلى أن من الممكن مع ذلك أن يكون بين الأشخاص الفارين مجرمون حقيقيون، وخاصة أن “داعش” بدأ يُعد الانتحاريين لهجمات بأسلحة كيميائية في مختلف بلدان العالم.
ويذكر أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كانت قد حذرت في مايو/أيار الماضي عن وجود مؤشرات “مقلقة للغاية” إلى أن “داعش” يصنع أسلحة كيميائية بنفسه، حيث استخدمه في ضواحي حلب في شهر أبريل/نيسان وتسبب بوفاة 23 شخصا وإصابة أكثر من مئة بأضرار.
وعلى الرغم من الانتصارات التي يتم إحرازها في محاربة الإرهابيين، فإن العديد منهم ليسوا على استعداد لإلقاء سلاحهم. وقد تمكن فرع “داعش” في سيناء من الاتصال بمنظمة “حماس” الفلسطينية رغم الاختلافات الإيديولوجية التي بينهما، حيث بدأوا بتهريب البضائع وتقديم المساعدات الطبية اللازمة بعضهما لبعض. وهذا التعاون يشكل خطرا حقيقيا على إسرائيل التي تُعدُّ العدو الرئيسي للمتشددين– بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.
سيريان تلغراف