نيزافيسيمايا غازيتا “السيناريو اليمني لا يصلح لسورية”
صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا”، تتابع تطورات الأوضاع في سورية، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يعتزم مناقشة إمكانيات تسوية الأزمة في سورية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في شهر يونيو/حزيران القادم، وذلك وفق السيناريو اليمني، الذي ينص على تخلي بشار الأسد عن السلطة، ولكن دون التأثير على النظام ككل. إلا أن المحللين يعتقدون، أنه من غير الممكن أن توافق كل من موسكو ودمشق على اقتراح واشنطن. خاصة وأن هذه الفكرة ليست بجديدة. حيث أنه سبق لجامعة الدول العربية أن طرحت، في نهاية شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، خطة تتضمن قيام الرئيس بشار الأسد بتسليم صلاحياته لنائبه فاروق الشرع. ومن الواضح أن تنفيذ السيناريو اليمني في سورية مرهون بموافقة موسكو، التي صوتت دائما في مجلس الأمن، للحيلولة دون تكرار أي سيناريو مشابه للسيناريو الليبي أو المصري.
وبهذا الخصوص، يرى المحلل السياسي جيورجي ميرسكي، أن خطة عنان، تنص في بندها الأول على سحب القوات النظامية من المدن التي تشهد اشتباكات. لكن تنفيذ ذلك البند، يؤدي حتما إلى وقوع تلك المدن تحت سيطرة المعارضة، ويمهد لسيطرة المعارضة على العاصمة دمشق.
ويشير المحلل إلى أن نظام الأسد، يعتمد بشكل أساسي، في تثبيت حكمه، على الأسلحة الثقيلة المتمثلة بالدبابات والمدفعية. وتدرك موسكو جيدا أن سحب القوات من المدن، يمثل انتحارا بالنسبة للنظام.
وفي ما يتعلق بالاقتراح الأمريكي المتضمن تطبيق السيناريو اليمني في سورية، فمن المستبعد أن تدعمه روسيا، لأن الأوضاع في البلدين مختلفة تماما. ويعتقد ميرسكي أن جهود المعارضة في سورية منصبة بشكل رئيسي على إسقاط نظام الأسد، وهذا يعني انهيار النخبة المكونة من الطائفة العلوية.
إن الأسد يعرف، أن الأمر لا يتعلق به شخصيا ولا بعائلته، بل يتعلق في تحطيم المنظومة التي بناها والده، ولن يوافق على ذلك تحت أي ظرف، ما يعني أن روسيا لن توافق عليه أيضا.
وفي معرض رده على سؤال حول تشابه الأوضاع في كل من سورية واليمن، قال ميرسكي إنه لا يرى أي تشابه بين الأوضاع في هذين البلدين. ذلك أنه من المعروف أن غالبية الشعب اليمني ثارت على الرئيس علي عبد الله صالح، وظهر لديه العديد من الأعداء الذين كانوا في وقت سابق أصدقاء له، وحدث انقسام كامل في النخبة الحاكمة.
أما في سورية، فلم يحدث شيء بعد من هذا القبيل. فالنخبة الحاكمة لا تزال متماسكة، ولم تظهر انشقاقات واسعة في صفوف الجيش القوي، الذي يزيد تعداده على ثلاثمائة ألف عسكري. وهذه العوامل تمنح الأسد ثقة كبيرة بأن لديه فرصة كبيرة للصمود، على الرغم من أن دولتين فقط تدعمانه، وهما روسيا والصين.