كوميرسانت : واشنطن تجاهد لاقتحام الرقة
اعتبرت صحيفة “كوميرسانت” الروسية أن واشنطن صارت تزاحم موسكو في قتال “داعش” وأنها تحضر لإطباق فكي الكماشة على الرقة عاصمة “الخلافة” المزعومة قدوما من الفلوجة شرقا.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تحاول تزامنا مع العملية الجوية الروسية ضد الإرهابيين في سوريا، انتزاع زمام المبادرة من موسكو في كفاح “داعش”، حيث كثفت من عملها العسكري على المحورين العراقي والسوري مؤخرا.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان ما أعلنه ستيفن وورن الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية في بغداد حول شروع القوات العراقية في اجتياح الفلوجة مدعومة من تحالف واشنطن لتحرير الفلوجة التي لا تزال في قبضة “داعش” منذ 2014، وأن وجهة النشاط العسكري التالية للتحالف هي الرقة السورية معقل التنظيم.
وفي تحليل نشاط واشنطن العسكري المفاجئ هذا، اعتبرت الصحيفة الروسية أنه إذا ما استطاعت الولايات المتحدة بمعزل عن موسكو تحرير الفلوجة والرقة من “داعش”، فإن ذلك سيمثل منعطفا حاسما في مكافحة الإرهاب، وسيجعل واشنطن تحمل راية مقارعته من جديد في العالم.
ولفتت “كوميرسانت” النظر في تعليقها إلى أن السيطرة على الفلوجة الواقعة على 60 كم إلى الغرب من بغداد، وعلى محافظة الأنبار ذات الأغلبية السنية سيكون لها إذا ما تحققت، وقع كبير على الصعيدين الاستراتيجي والمعنوي.
وأفردت في تصريح الناطق الأمريكي، إشارته إلى احتمال بدء “فصائل المعارضة السورية” زحفها على الرقة في أي لحظة، وتهرّبه من الإفصاح عن أي موعد لذلك، إن كان قبل رمضان أو في أعقابه، حيث قال: “نريد أن يبقى العدو في حيرة من أمره، إذ أعلنوا مؤخرا ما سموه التعبئة العامة في الرقة”.
وفي التعريج على الموقف الروسي تجاه المساعي الأمريكية الرامية إلى اقتحام الرقة، أعادت “كوميرسانت” إلى الأذهان ما صرح به ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية، المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط الذي اعتبر أن واشنطن بخططها الرامية لتحرير الرقة، إنما تتمنّع عن توحيد الجهود مع تحالف آخر لمكافحة الإرهاب في سوريا تقوده موسكو، معربا عن أمل بلاده في تعاون أوثق مع واشنطن في محاربة الإرهاب.
وبالعودة إلى الناطق باسم البنتاغون، أشارت الصحيفة الروسية إلى أنه اكتفى لدى التعليق على احتمال التعاون مع موسكو، بالقول إن العسكريين الأمريكيين يعتزمون في الوقت الراهن عقد اجتماعات أسبوعية مع نظرائهم الروس لتنسيق تحليق طائرات البلدين الحربية في السماء السورية، ولا سيما أن النشاط الجوي الروسي يقتصر بشكل رئيس على أجواء غرب سوريا.
وفي تحليل الموقف الأمريكي، لفتت “كوميرسانت” النظر إلى أن تدمر التي حررها الجيش السوري بدعم مباشر من الطيران الروسي، تشكل أهمية “ثانوية” بالنسبة إلى المدافعين عن “خلافة” “داعش”، وأنه من الأهمية بمكان بالنسبة إليهم الاحتفاظ بعاصمتهم المزعومة هناك حصنهم الأخير في المنطقة.
واعتبرت أن مساعي واشنطن للانقضاض على الفلوجة والرقة بمعزل عن مشاركة روسيا، قد يقلب جهود مكافحة الإرهاب وقتال “داعش” في سوريا رأسا على عقب، ولا سيما بعد أن توسطت جهود موسكو على هذا الصعيد المساعي الدولية المبذولة لمكافحة “داعش”، ناهيك عن الانتقادات المتكررة التي ما انفك الجمهوريون يكيلونها للرئيس الأمريكي باراك أوباما واتهامه بـ”عديم المبادرة”.
وخلصت “كوميرسانت” إلى أن نجاح القوات الأمريكية في القضاء على “داعش” في سوريا والعراق سوف يمنح الرئيس الأمريكي فرصة شغل موقف متقدم من جديد في المنطقة، وهو أمر يحظى بأهمية منقطعة النظير في عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
سيريان تلغراف