نيزافيسيمايا غازيتا : الأكراد سيبنون دولتهم على أنقاض “داعش”
تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى بدء المرحلة الأولى من تحرير الرقة، مشيرة إلى أنها تتضمن السيطرة على المناطق الواقعة شمالها.
جاء في مقال الصحيفة:
بدعم جوي من الولايات المتحدة، بدأت القوات الشعبية السورية الهجوم على مدينة الرقة في سوريا. ويقود هذا الهجوم اتحاد “القوى الديمقراطية السورية”، الذي يضم ميليشيات الكردية وفصائل عربية. ومن الممكن أن تصبح الرقة جزءا من الدولة الكردية في حالة سقوطها بيدهم.
وتفيد وكالة “نوفوستي” استنادا إلى مصدر كردي، بأن عشرات الألوف من المقاتلين يشتركون في هذه العمليات (30 ألف حسب بي بي سي)، والذين يستطيعون اقتحام دفاعات المدينة وتطهيرها من مسلحي “داعش”. أما وكالة رويترز فتشير إلى عدم وجود ما يؤكد احتمال اقتحام المدينة، وإلى أن المسؤولين الأكراد رفضوا تأكيد هدف هذا الهجوم الواسع؛ ولكن ممثل اتحاد “القوى الديمقراطية السورية” طلال سلو، أعلن أن العمليات الهجومية بدأت صباح يوم الأربعاء 25 مايو/أيار الجاري، وهدفها السيطرة على المناطق التي تقع إلى الشمال من الرقة وليس “عاصمة داعش” نفسها.
وتجدر الإشارة إلى أن الهجوم بدأ بعد الزيارة التي قام بها قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط جوزيف فوتيل إلى المناطق الشمالية لسوريا، حيث أبدى ارتياحه للزيارة؛ مشيرا إلى أن خبرة ومهارة القوى المحلية ستساعد في تغيير الوضع في الجبهة، وأن التغطية الجوية لهذه العمليات يقدمها الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وكانت روسيا قد أعلنت عن استعدادها لتقديم المساعدات اللازمة لتحرير مدينة الرقة. فقد قال وزير خارجيتها سيرغي لافروف في ختام اجتماع وزراء خارجية مجلس “منظمة شنغهاي للتعاون”، الذي عقد في طشقند: “لقد اتفقنا مع شركائنا الأمريكيين ليس فورا، بل بعد تجاوز أفكارهم وشكوكهم وحتى مقاومتهم على ضرورة التحول من تبادل المعلومات إلى تنسيق العمل في مكافحة الإرهاب”.
وبحسب رأيه، فإن تحرير الرقة والموصل سيكون سريعا إذا ما بدأ العسكريون بالتعاون فيما بينهم، وأكد “ضرورة تزامن وتنسيق عمل طائرات القوة الجو– فضائية الروسية وطائرات الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة، لتقديم المساعدة للقوات الأرضية التي تواجه فصائل الإرهابيين”.
وبعد مضي بعض الوقت، أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونير للصحافيين، أن مسألة العمليات المشتركة نوقشت بين واشنطن وموسكو؛ ولكنه أبدى شكوكه حول تناول مسألة تحرير الرقة خلالها.
من جانبها، أشارت ممثلة البنتاغون ميشال بالدانتسا إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية “في الوقت الحاضر” لا تخطط للقيام بأي عمل عسكري مشترك مع روسيا في سوريا، واعترفت بأن روسيا “تركز هجماتها على “داعش” في سوريا مراعية بذلك اتفاق الهدنة”.
وهذا ما يؤكده قرار وزارة الدفاع الروسية تأجيل مهاجمة مواقع المجموعات التي لم توافق على اتفاق الهدنة، الذي كان مقررا بدؤه يوم 25 من الشهر الجاري، نتيجة طلب عدد من المجموعات في محافظتي حلب ودمشق من الوزارة الانتظار بعض الوقت إلى حين فك ارتباطهم بالكامل بـ “جبهة النصرة”، وقد وافقت الوزارة على طلبهم.
وعلى الرغم من أن القوة الضاربة لاتحاد “القوى الديمقراطية السورية” هي الميليشيات الكردية، فإن مشاركة العرب في هذه العمليات لها أهمية، لأن المنطقة يسكنها العرب. وتشير صحيفة “تلغراف” استنادا إلى وكالة “ARA News” الإخبارية السورية-الكردية إلى أن الرقة يمكن أن تنضم إلى الدولة الكردية أو إلى منطقة الحكم الذاتي في شمال سوريا.
ولكن الخبراء ينصحون بعدم التسرع بالتوقعات. فالباحث العلمي في مركز آسيا والشرق الأوسط التابع لمعهد الدراسات الاستراتيجية، أرسين حضرييف يقول “يجب انتظار البيان الرسمي للقيادة الكردية، لأنه حتى من وجهة نظر البنتاغون، فإن وجود الأكراد في منطقة الرقة “لا مبرر له”. وهذا ما أعلنه العسكريون في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، معللين ذلك بأن الأكراد لم يحاربوا أبدا في الأراضي العربية. ولهذا السبب، يراهن البنتاغون على العرب السوريين، ولكن يبدو حاليا أن وجهة نظر واشنطن قد تغيرت”.
لذلك، لم يساند الجميع عمليات الهجوم بسبب الأكراد، حتى أن السكان المحليين عارضوا وجود اتحاد “القوى الديمقراطية السورية” خوفا من التطهير العرقي. ولكن البعض الآخر يعتبرها إشاعات ينشرها “داعش”.
ويضيف الخبير أن أكراد العراق لن يدعموا هجوم إخوانهم في سوريا لأنه “لا حاجة إلى انتظار مشاركة نشطة لأكراد العراق: لديهم مشاكلهم الخاصة في الموصل وكركوك. لذلك لن يحملوا أنفسهم مسؤولية تحرير الرقة. وأكثر من هذا، فقد أعلن ممثلو كردستان العراق، أن الهجوم على الموصل غير متوقع خلال السنة الجارية”.
ويذكر أن الرقة سقطت بيد “داعش” في شهر أغسطس/آب عام 2013، ويحتمل وجود نحو 5 آلاف مسلح فيها، يستخدمون المدنيين دروعا بشرية في الدفاع عن مواقعهم.
سيريان تلغراف