الصحف العالمية

إيزفيستيا : جنرال سوري .. المعارضة المعتدلة ذبحت قرية بكاملها

طرحت صحيفة “إيزفيستيا” على اللواء السوري المتقاعد ثابت محمد بضعة أسئلة عن تطور الأوضاع في سوريا، بعد تحرير تدمر، أجاب عنها مشكورا.

وقد شملت الأسئلة التي طرحها مراسل الصحيفة، الصعوبات التي ستواجه القوات الحكومية خلال الهجوم على الرقة ودير الزور، وكذلك مجزرة قرية الزارة، والوضع في محافظة حلب والمشكلات السياسية المتعلقة بتنظيمي “جيش الإسلام” و”أحرار الشام”.

اللواء-المتقاعد-ثابت-محمد

أجاب اللواء ثابت محمد:

بعد تحرير تدمر يوم 27 مارس/آذار الماضي، استمرت وحدات الجيش السوري وطائرات القوة الجو-الفضائية الروسية في ملاحقة الإرهابيين، الذين تركوا المدينة باتجاه مدينة السخنة (50 كلم) شمال شرق تدمر، وباتجاه جبال البلعاس (في منطقة التقاء حدود محافظات الرقة وحمص وحماة وحلب وإدلب)، وكذلك باتجاه حقول النفط والغاز في منطقة آراك.

ومسلحو “داعش” يستخدمون تضاريس هذه المناطق الملائمة لهم، ويشنون بين فترة وأخرى هجماتهم على وحدات الجيش السوري بهدف السيطرة على الأراضي التي فقدوها.

ويستطرد اللواء ثابت: في الواقع لم يتوقف الجيش السوري المدعوم بالطيران الحربي الروسي عن ملاحقة إرهابيي “داعش” و”جبهة النصرة”؛ حيث تمكن في الفترة الأخيرة من إحراز انتصارات مهمة، والسيطرة على مراكز سكنية ذات أهمية استراتيجية، مثل: تدمر والقريتين ومناطق واقعة شمال حلب وشمال–غربها.

وقد أجبرت هذه الانتصارات منظِّري الحرب ضد سوريا، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، على تغيير استراتيجيتهم؛ ما أدى إلى اندلاع المعارك من جديد في مناطق كانت هادئة: حلب، شمال محافظة حماة، والغوطة الشرقية بالقرب من دمشق ومحافظة درعا. وكان هدفهم الرئيس من هذا، هو تشتيت قدرات الجيش السوري، وعدم السماح له بشن هجوم واسع على الرقة ودير الزور.

على هذه الخلفية، تبذل الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة، تركيا وعدد من بلدان الخليج، جهودها في المحافل الدولية لحماية جماعتها من بين الإرهابيين؛ حيث تضغط على المجتمع الدولي بهدف وقف العمليات الحربية في عدد من مناطق سوريا. فمثلا دعم قرار مجلس الأمن الدولي 2268 اتفاق وقف إطلاق النار، الذي توصلت إليه روسيا والولايات المتحدة، والذي تضمن قائمة بالمجموعات المستعدة للانضمام إليه.

يجب القول إن العمليات العسكرية عمليا توقفت؛ ولكن الإرهابيين استغلوا هذا لإعادة تجمعهم وتسليحهم، لشن هجمات على الجيش السوري والمراكز السكنية بعد ذلك؛ وآخرها كانت مهاجمة قرية الزارة من قبل إرهابيي “جبهة النصرة” و”جيش الفتح” و”أحرار الشام”.

وقد وقع الهجوم ليلة الثالث عشر من الشهر الجاري، عندما لم تكن القوات السورية موجودة هناك؛ فاستغل الإرهابيون هذا الأمر وهاجموا القرية وذبحوا عشرات الأشخاص بينهم نساء وأطفال، وأخذوا البقية أسرى.

ويضيف اللواء ثابت: أريد التشديد بشكل خاص هنا على أن من بين المهاجمين كان مسلحو مجموعات “المعارضة المعتدلة”، التي تدعمها الولايات المتحدة وتركيا.

وكان هدف هذه الهجمات هو عرقلة الجهود الروسية والسورية الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية.

أما عن الوضع في حلب، فقال اللواء المتقاعد ثابت محمد:

حاليا، تدور معارك عنيفة في جنوب المحافظة، بالقرب من بلدة خان طومان، التي كانت القوات السورية قد سيطرت على المرتفعات الاستراتيجية حولها. وتقصف القوات الحكومية حاليا مواقع الإرهابيين بهدف تقييد تحركاتهم وإجبارهم على التخندق والدفاع عن نفسهم. وحسب بعض المعطيات، فقد أصبحوا في وضع صعب نتيجة خسائرهم في الأرواح والمعدات، وهم يناشدون أسيادهم المساعدة.

ولكننا من جانب آخر، نلاحظ استمرار هجمات الإرهابيين في شمال-شرق حلب في منطقة مخيم حندرات للاجئين، وكذلك تعرُّض أحياء من مدينة حلب للقصف. ورغم ذلك، فقد تمكن الجيش السوري من الدخول إلى المخيم، حيث تدور معركة حامية بينه وبين الإرهابيين، وفي حال انتصاره، فسيتمكن من قطع طرق إمدادات الإرهابيين في حلب.

وحول رفض مجلس الأمن الدولي طلب روسيا إدراج تنظيمي “جيش الإسلام” و”أحرار الشام” في قائمة المجموعات الإرهابية في العالم، قال اللواء ثابت:

لم يعد الإرهاب عدوا للولايات المتحدة، بل أداة لبلوغ أهدافها. وقد صدر في عام 2007 كتاب لهيلاري كلينتون، التي شغلت فيما بعد منصب وزير خارجية الولايات المتحدة، وهي حاليا مرشحة لرئاستها. وتقول كلينتون في كتابها إن واشنطن هي التي خلقت “القاعدة”.

والأمريكيون بمساعدة حلفائهم تركيا والمملكة السعودية وقطر يستخدمون الإسلام السياسي والراديكالي لتحقيق أهدافهم. وفي هذا السياق، يمكننا أن ننظر إلى موقفهم من “جيش الإسلام” و”أحرار الشام “، اللتين تعلم الأكثرية أنها مجموعات إرهابية.

ولكنهما بالنسبة للولايات المتحدة هما “معارضة معتدلة”.

لذلك، يسأل الجنرال – هل هناك “معارضة معتدلة” في مكان آخر في العالم توجه بنادقها إلى صدور أبناء وطنها؟ وهل توجد “معارضة معتدلة” في مكان ما في العالم تسعون في المئة من أفرادها من دول أخرى؟ وهل هناك في العالم “معارضة معتدلة” تنفذ خطط ومشروعات أجنبية؟.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock