وسائل إعلام غربية : سحب القوات الروسية من سورية قرار تكتيكي لامع
اعتبرت وسائل الإعلام الغربية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حقق فوزا شاملا بإعلانه سحب القوات من سوريا، بما فيه على الولايات المتحدة، التي بقيت “طفلا ضائعا” في فوضى الشرق الأوسط.
ولم يخف الصحفيون الغربيون دهشتهم الكبيرة من قرار الرئيس بوتين سحب مجموعة القوات الجوية الفضائية من سوريا، متسائلين عن سبب اتخاذه في الوقت الحالي بالذات، وما الدوافع الكامنة خلفه.
إذ كتبت صحيفة Guardian أن “إعلان بوتين فاجأ المحللين العسكريين… لم يكن أحد يتوقع قرب سحب القوات، بمن فيهم أولئك الذين لهم اتصالات مع المسؤولين العسكريين الكبار”.
حتى أن الرئيس السوري بشار الأسد، كما أطلع صحفيي Financial Times دبلوماسي مقرب من الحكومتين الروسية والسورية، لم يكن يعلم بخطط موسكو لسحب قواتها.
هذا ونقلت الـGuardian عن الخبير العسكري ألكسندر غولتس أنه بعد الأحداث في أوكرانيا، لم يكن الغرب يرغب بإجراء محادثات مع موسكو، إلا أن التصرفات الروسية في سوريا غيرت الوضع، والروس الآن “يخرجون من الأزمة بأقل الخسائر”، “وهذا قرار تكتيكي لامع”.
وتتحدث وسائل الإعلام عن حجم سحب القوات الروسية من سوريا، حيث تبقي روسيا تواجدها العسكري في البلاد التي تم تشكيل فيها خلال الأشهر الأخيرة بنية تحتية عسكرية، فهي أعلنت عن إبقائها على قاعدتيها الجوية “حميميم” بريف اللاذقية، والبحرية في طرطوس. كما من غير المرجح أنها ستسحب منظومات الدفاع الجوي الحديثة المنصوبة هناك.
وأكدت وسائل الإعلام الغربية أن روسيا استطاعت خلال عدة أشهر منذ بدء العملية في سوريا، بفضل القوة العسكرية والدبلوماسية، كسر خط سير الأزمة التي طال أمدها، وكان السياسيون الغربيون، بمن فيهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يتوقعون غرق روسيا في المستنقع السوري، إلا أنهم أخطأوا في تنبؤاتهم.
وكتب الصحفي في وكالة “رويترز” جوش كوهين أنه “بعد يوم من إعلان بوتين سحب القوات من سوريا، أصبح واضحا تحول لعبته إلى فوز شامل لموسكو”.
من جانبه، أكد صحفي في Fox News أن “الولايات المتحدة ما تزال تبدو كالطفل الضائع في غابة الفوضى بالشرق الأوسط”، معتبرا أن الرئيس فلاديمير بوتين استطاع تحقيق نجاح دبلوماسي في سوريا “على الرغم من كل شيء”. إذ أنه فعل ما جعل القسم الغالب من المجتمع الدولي يقبل بالرئيس السوري بشار الأسد. ومع أن روسيا تسحب قواتها من سوريا إلا أنها تحافظ على مواقع قوية في المنطقة، فيما يبقى الأسد لفترة طويلة بالسلطة، حتى وإن فشلت المفاوضات السلمية، كما قال هذا الصحفي.
من جانبهم، رأى محللو وكالة Bloomberg أن الرئيس الروسي يدفع من خلال “خططه الصادمة” نظيره السوري، وكذلك المجموعات المعارضة، إلى الإسراع في إيجاد توافق.
وكتب موقع Vox المعلوماتي أن بوتين يسعى إلى تسوية الأزمة السورية عبر المحادثات، وأن أصح استراتيجية له هي سحب تلك الكمية من القوات التي ستدفع الأسد إلى إبرام اتفاق تسوية وفي نفس الوقت ستكبح القوى التي تواجه الحكومة.
فإذا كانت الاستراتيجية الروسية في سوريا كذلك فعلا، فذلك يعني استعداد موسكو الجدي للمحادثات، وأنها تعتبر أن الرئيس السوري جاهز لذلك أيضا. واعتبر موقع Vox أن هذا لا يعني مع ذلك قرب التسوية السلمية، إلا أنه يدل على أن الأطراف ستستطيع إيجاد حل مقبول للجميع.
سيريان تلغراف